الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 31 ديسمبر 2011 - 6 صفر 1433هـ

مشاركة المسلمين في حماية الكنائس والنصارى في أعيادهم

السؤال:

فقد ترددت في الآونة الأخيرة دعوات لنزول المسلمين في رأس السنة الميلادية؛ لحماية الكنائس والأقباط بها من أي هجمات محتملة، وذلك تأكيدًا على الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط بمصر، فهل هذا جائز من الناحية الشرعية؟!

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأعياد المشركين لا يجوز شهودها ولا المعاونة على إقامتها، قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) (الفرقان:72). قال غير واحد من السلف: "أعياد المشركين"؛ لأنها مرتبطة بعقيدة فاسدة: كميلاد الرب، أو قيامته من الأموات بعد صلبه!

وإن كان لا يجوز أيضًا قتل من يحضرها من المعاهدين، ولا حرق كنائسهم ومعابدهم التي وقع العهد على تأمينها، وإذا علمنا أن أحدًا من الناس يريد التعدي على المعاهدين والمستأمنين والذميين بغير حق؛ لزم منعه من ذلك طالما كانوا ملتزمين بعهدهم، ولا يحاربون المسلمين في الدين.

ويلزم منع الاعتداء أيضًا؛ لمنع مفسدة تنفير الناس عن الإسلام، وأذية المسلمين وضرر بلادهم ومجتمعاتهم إذا رد الكفار على ذلك بالمثل، والمسلمون لا يستطيعون الدفع، فكل هذه المفاسد يلزم منع ما يتسبب فيها، وأعظمها نقض العهد.

وعلى أي حال فالشرطة قد عادت لتمارس مهمتها؛ حتى لا يتصور البعض من شدة الاحتقان أن من يحمون كنائسهم يريدون الاعتداء عليها.

ولفظ الوحدة الوطنية: إن قصد به التعايش السلمي والاشتراك في وطن واحد نعيش فيه جميعًا تحت مظلة الشرع؛ فمعنى حسن. وإن قصد به مساواة الملل، والإقرار بصحتها؛ فمعنى باطل، قبيح منكر.