الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 01 أغسطس 2010 - 20 شعبان 1431هـ

معنى حديث: (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ... )

السؤال:

ما تفسير قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ... ) (متفق عليه)؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذا الأمر فيه قولان لأهل العلم، منهم من يقول: خلق الله آدمَ على صورة الرحمن، وهذا قول أكثر المتقدمين من السلف، ويعني بذلك أن له وجه والله -عز وجل- له وجه، وإن لم يكن الوجه كالوجه، له سمع وبصر وإن لم يكن كسمع الله وبصره، ومنهم من يقول: خلق آدم على صورة الرحمن بمعنى على الصورة التي خلقها الرحمن، فالإضافة إضافة تشريف مثل: بيت الله -تعالى-، ومنهم من يقول: (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ) أن الضمير يعود على آدم، وهذا قول ابن خزيمة، وأبي ثور، وبعض المتقدمين وأكثر المتأخرين، والأمر عندي فيه خلاف سائغ، والراجح أن الضمير يعود على أقرب مذكور، وهو أنه بمعنى: أن الله -تعالى- خلق آدم على هذه الصورة، لم ينتقل آدم، لم يخلقه الله من نطفة ثم علقة، ثم مضغة.. فالصورة المكرمة التي سواها الله بيده هي صورة الإنسان الكامل، صورة آدم -عليه السلام-، خلق هكذا، خلقه الله على صورته ابتداءً.