الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 24 يوليه 2010 - 12 شعبان 1431هـ

عرَّف أصدقاءه على رجل يتاجر بأموال الناس في البورصة ثم هرب بها، فهل يأثم، وهل عليه ضمان

السؤال:

أود الاستفسار عن معامله وقعتُ فيها فأريد أن أعرف ما علي فيها، والموضوع:

كان لي صديق يعمل في مجال البورصة، ويجمع أموالاً ويشغلها، ويعطي أرباحًا شهرية عليها، فأعطيته مبلغًا ليشغله، وكنت أتكلم مع صديق لي في عملي الذي لا علاقة له بالبورصة فأعجبه الموضوع، وأحضر مبلغًا وأعطاه صديقي بعد أن عرفته عليه، وبدأ صديق العمل يحضر أموالاً من أصدقائه وأقاربه، ويعطيها للرجل ليشغلها.

وبدأ في نشر الموضوع في العمل، وقال لاثنين والاثنين قالوا للآخرين، وأحضر كل واحد مبلغًا، وكل فترة يحضرون مبلغـًا، لكن يعطوه لي وأنا أوصله للرجل، وهو يعطيني وصل الأمانة؛ لأعيده لهم لأنه يسكن في محافظة أخرى.

استمر الموضوع أكثر من عام، لكن بعد فترة من بداية الموضوع عرفت أن صاحبي لا يشغل الأموال بنفسه، لكن يعطيها لشخص آخر ويشغلها هو ويعطيه الأرباح، وهو يقسمها، لكني لم أُعلم أحدًا بذلك الموضوع.

كنت تقريبًا آخر أربعة أشهر آخذ عمولة من صاحبي، والناس يعلمون ذلك، مع العلم أنهم يعلمون أني لا أعمل معه، ولا أضمنه، وطول الوقت أقول لهم: أنا غير مسئول عن الأموال.

حدث أن قال الشخص الذي يأخذ من صاحبي الأموال ويعطيه الأرباح ويقسمها هو أنه أفلس ولا يوجد معه شيء من الأموال، وهرب صاحبي إلى خارج البلد.

السؤال: هل علي وزر في ضياع أموال الناس؟ وهل علي السداد لهم مع العلم أني خسرت كل أموالي معهم عند صاحبي؟ وعملي الآن لا أوفر منه أكثر من 500 جنيه، والأموال الضائعة مبالغ كبيره جدًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

- فعليك أن تتوب إلى الله -تعالى- أولاً أنت وزملاؤك؛ لأن معظم تعاملات البورصة غير جائزة؛ لأنها تتعامل في شركات تتعامل بالربا، وكثير منها أنشطتها محرمة: كالبنوك الربوية، وشركات إنتاج الخمور، وغير ذلك...

- ثم عليك الاستغفار والتوبة من أخذ نسبة عمولة من الأرباح التي تبين أنها وهمية، وحتى لو كانت حقيقية لا تستحقها؛ لأنك لم تعمل شيئًا، وإنما لك سمسرة أول مرة لا نسبة مستمرة دون عمل، فعليك أن ترد لهم ما أخذت من عمولات عبر هذه المدة، وليس عليك ضمان رأس المال الأصلي.