الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 20 فبراير 2010 - 6 ربيع الأول 1431هـ

ذهاب المسلم للكنيسة للعلاج من السحر والصرع

السؤال:

شاهدت على موبايل قسيسًا يعالج مسلمًا ملتحيًا، فما قول فضيلتكم؟ وهل يجوز الذهاب للكنيسة للعلاج؟ فقد سمعت من يقول: "قد يكون الجن نصرانيًّا، ومِن ثمَّ لا يخرجه إلا القسيس"!

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهؤلاء هم الذين يأتون بشخص ذي لحية من عندهم ويصورونه؛ ليقولوا: "هذا شخص ملتحٍ يذهب إليهم"!

وهل يجوز لمسلم أن يذهب إلى الكفار، ويقولون الكفر أمامه ويعلنونه برفع الصليب، ويسكت هو، ويظن أن ذلك علاجًا؟! بل هم يزيدونه مرضًا -والعياذ بالله-، وهذا من جنس ما ذكر الله -تعالى-: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) (الجن:6)، فهؤلاء يزدادون عذابًا -والعياذ بالله-، ولو بقي الجن عليه طول عمره لكان خيرًا له من أن يذهب إلى الكنيسة.

فضلاً أن عامة هذه الأمور أوهام؛ فنسبة "اللبس الحقيقي" لا تتجاوز 1% مما يُسمع بين الناس، وعامة محاولات اللبس والمس والسحر لا تـُفلح، فليس كل شخص يعمل لشخص عملاً يصاب بهذا العمل، وليس كل أحد يربط أحدًا يُربط، وليس كل من أرسل عفريتـًا ليلبس أحد يحصل هذا، وإن كان النصارى يحاولون، واليهود يحاولون، والفجرة والكفرة والمرتدون والظلمة من المسلمين يحاولون، لكن هذا عامته هراء وخداع، ولذلك لا يعبأ المسلم بمثل ذلك، ولا يهتم بهذه الأمور، وإذا أصابه شيءٌ بادر إلى الرقية الشرعية.

أيكون عندنا الشفاء: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا) (الإسراء:82)، ثم نلجأ لهؤلاء الكفار ليزدادوا تسلطـًا علينا -والعياذ بالله-؟ وماذا يصنع القسيس وهو لا يملك شيئًا على الإطلاق؟