الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 14 يونيو 2009 - 21 جمادى الثانية 1430هـ

هل يلزم مَن عليه دين أن يبيع ما يملك لسداد ديونه؟

السؤال:

أقرضني شخص -جزاه الله عنا خير الجزاء، والله أسأل أن يتقبل منه عمله ولا يضيعه أبدًا- مبلغًا من المال حوالي 80000 ألف جنيه على أن أقوم بسدادهم في مدة شهر على أقصى تقدير، ولكن الحمد لله لم أستطع الإيفاء بالميعاد، ومِن ثَمَّ قضاء الدين لصاحبه -جزاه الله خيرًا-، وذلك لأن لي مبالغ في السوق قد وعدني التجار بسدادها على ميعاد صاحب القرض، ولكن كما بينت لفضيلتكم اعتذر لي التجار بأحوال السوق والأضرار والخسائر الذي كان منه عدم تحصيل أي مبالغ منهم جملة وتفصيلاً.

وابتدأ صاحب القرض الحسن مطالبتي ولم يكن أمامي إلا أن أعطيته ورقًا وإيصالات على بياض ضمانًا لحقه حتى يفرجها ربنا -جلَّ وعلا-، وبأدب منه رفض في بادئ الأمر وبإصرار مني قَبِل، ومرت الأيام والحال على ما هو عليه، وجلسنا وكان الاتفاق أن أعطيه شيئًا يساوي قرضه الحسن -جزاه الله خيرًا- فأعطيته مخزنًا سعر المتر فيه 1500 جنيه، وقلت له المخزن الآن تحت يدك تصرف فيه، وعند بيعه الرجاء إعطائي فارق السعر وأعطيته المخزن بيعًا وشراءً فذكر لي بعضًا مِن تضرره، فقلتُ له: أنا لا أريد لك الضرر، حيث ذكر لي أن المخزن في مكانٍ بعيدٍ، وغير ذلك مِن الأمور التي تجعل مسألة البيع صعبة وهو صادق في كلامه ولا ينافي الحقيقة، فقلت له كتعويض إذن المخزن بنقودك، فاعترض وقال إن هذا ضرر بالغ لك فقلت له لا عليك بضرري المهم أنت لا يقع عليك ضرر، وكفاك ما أصابك من تأخير نقودك والخسارة على المخازن تتجاوز 100000 ألف جنيه، ولكن جزاء إحسانه يفوق ذلك، وبعد حوالي ثلاثة أسابيع من أخذه للمخزن وكتابة عقده واحتفاظه بالأوراق والإيصالات السالف ذكرها طلب من رجل بيني وبينه معاملة بعض البضائع، وقال له إن له عندي نقودًا، ويريد أن يأخذ بها بضاعة فاتصل علي الرجل فقلت له إنه لا يسألني بشيء.

وتقابلت مع أخينا المحسن -جزاه الله عنا خير الجزاء- فقلت له: والله أنا لا أتأخر عليك أبدًا، ولكن أنت قلت إن البضاعة مقابل جزء من مال تسأله لي، فقال لي: نعم، وقلت له: أي مال؟ قال: القرض. قلت له: ألم يحدث بيننا كذا... فقال لي: أنا أخذت المخزن ضمانًا لحقي، فقلت أنت أخذت المخزن بيعًا وشراءً، قال لي: لا، قلت: خيرًا. قال لي أنت عندك مكتب من الممكن بيعه وإعطائي فلوسي، فقلت له إن هذا مكان أكل عيشي وإن فعلت هذا كان الضرر علي بالغ لا سيما أن المكتب لا يخصني، ولي فيه شركاء وهم لا يعترضون إخراجي من أي أزمة، ولكنهم متضررون بلا شك، وشرحت للأخ الظروف وإنني معسر جراء عمليات نصب متوالية حدثت لي وهو يعرف أحداثها جيدًا؛ إلا أنه مصمم على أن أبيع المكتب حتى يأخذ نقوده نظرًا لتأخر بيع المخزن، وهو يعرف أحوال البلد عامة، ولا أعرف ما العمل إن بعت المكتب وأصبح لا يوجد عندي مكان لإدارة العمل وإغلاق لبيوت ناس آخرين، وأولهم أنا، والله لا أعرف. أفيدونا ما العمل؟ وجزاكم الله خيرًا. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأرى أن تتولى أنت بيع المخزن لتسدد له دينك، ولا يَلزمك بيع المكتب إلا في حالة إعلان الإفلاس.