الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 11 يناير 2009 - 14 محرم 1430هـ

الخداع في المضاربة

السؤال:

بكل صراحة وأمانة إنني على خطأ كبير، وأسأل الله النجاة .

سبق لي أن قلت لأحد الأشخاص بأنني أعرف المضاربة في الأسهم السعودية، وأنا لا أعرف الكثير عن الأسهم، وإنما كنت أستعين بالتوصيات التي كبدتني الخسائر الكثيرة، وقال لي سوف أعطيك مبلغًا وأريد منك المتاجرة في الأسهم، وتعطيني أرباحًا، فوافقت وأخذت منه المبلغ وأعطيته عقدًا بشرط أن يرضى بالربح والخسارة، وأن أعطيه أرباحًا شهرية 12% من رأس المال قابلة للزيادة والنقصان، فدخلت السوق وخسرت في أول شهر وأعطيته من رأس ماله أرباحًا على أنها أرباح، وكنت آخذ من رأس المال ما أحتاجه حتى انتهى رأس المال، والآن هذا الشخص يطالبني بماله مع العلم أن ظروفه صعبة جدًّا، عليه دين والناس تطالبه، فما هو الحل؟ هل أرجع له ماله كاملاً الذي أخذته منه في حال إذا قدرت على ذلك، وأتحمل أنا جميع الخسائر؟ مع العلم أنني أعطيته كذا مبلغ على أنها أرباح وهي في الأصل من رأس ماله، وأنا في الحقيقة أنتظر مبلغًا وقررت أن أعطيه رأس ماله كاملاً وأتحمل الخسائر وحدي وسوف أعتبر ما أعطيته من رأس ماله هدية، فهل هذا يجوز ولا يدخل في الربا؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعليك أن تتوب إلى الله أولاً مِن خداعك للرجل بأنك تعلم المضاربة في البورصة وأنت لا تعلم، ثم تتوب إلى الله ثانيًا من تحديدكم نسبة ثابتة من رأس المال كأرباح مع الكذب في ادعاء الربح وهي أوهام، ثم عليك أن ترد له رأس ماله محسوبًا فيه ما دفعته له من أرباح وهمية مع اعترافك له بالخيانة والكذب؛ فإن أَخـْذَ ما تحتاج إليه من رأس المال لحاجتك لا للمضاربة خيانة للأمانة، وبعد أن ترد إليه باقي رأس ماله؛ فإن شئت أن تعطيه هدية منفصلة عن هذه المعاملة المحرمة فلا بأس، أما تسمية ما أعطيته هدية والمال قد خسر فهذا من أكل المال بالباطل، وقد أصبح المال في ذمتك دينًا لكذبك وخيانتك وليس له شيء من الربح؛ لأنه لا يوجد ربح.