الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 22 نوفمبر 2008 - 24 ذو القعدة 1429هـ

حكم معاش التأمينات

السؤال:

تقاعدتُ مبكرًا وأخذت معاشًا شهريًّا مِن التأمينات، وليس لي دخل آخر، ومِن خلال قراءاتي بدأت أشك في مشروعية المعاش؛ لأن الهيئة تصرف المعاشات مِن فوائد وديعة خاصة بها في البنوك الربوية، فإذا كانت حرامًا؛ فماذا أفعل لأعيل أولادي، وليس لي دخل آخر، ولا أملك صنعة؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهيئة التأمينات إحدى هيئات الدولة، والدولة هي المتكفلة بالمعاشات سواء كانت مِن فوائد الودائع أم غيرها، والمعروف أن الدولة تقترض مِن حساب هيئة التأمينات لبنود أخرى في الميزانية مبالغ هائلةً، مع الالتزام بردها بالزيادة لتوفير المعاشات لأصحابها فهي حسابات بيْن البنود من الدولة إليها، وأصل المعاشات هبة من الأفراد للدولة يُراد بها الإثابة حين العجز أو الكبر أو الحاجة بالمعاش المبكر، ولذا فهي تدخل خزينة الدولة وتلتزم الدولة بإثابة مَن دفع هذه المبالغ بنظام تضعه وترتبه، فالصحيح عندي -وهو قول جماهير العلماء- جواز نظام التأمينات والمعاشات التي تقوم بها الدولة، وهي مسئولة عن مواطنيها الذين يعجزون أو يكبرون في السن، أو تقتضي الحاجة خروجهم إلى المعاش، والمواطنون يساهمون بجزء من هذه المسئولية، ولا دخل لهم بكونها توضع في ودائع بفوائد، بل قد دخلت ذمة الدولة كمن يتعاقد مع شخص على عمل معين ويسلِّم له ما يستحقه، فلو وضعه هذا الشخص في بنك ربوي لم يلزم الآخر شيء، فاستعمِلْ المعاشَ التي تعطيه لك الدولة كَرَدٍ لهبتِك السابقة.