الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 28 مارس 2021 - 15 شعبان 1442هـ

نصائح في تربية البنات

كتبه/ محمود عمارة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ) وَضَمَّ أَصَابِعَهُ. (رواه مسلم).

ولكي نحصِّل تلك المنزلة؛ فهذه جملة من النصائح المهمة في تربية بناتنا:

- أن تكون الأم قدوة صالحة:

يبدأ التقليد مبكرًا في العام الثاني، ويصل إلى الذروة في العام السادس، ويظل موجودًا حتى العام الثاني عشر، فإذا أرادت الأسرة صلاح بناتها؛ فالواجب أن يكون الأبوان "وخصوصًا الأم" قدوة صالحة تحافِظ على الطاعة والعبادة، وتتجنب المحرمات أمام البنات، فالبنت تتعلم الصلاة إن كانت أمها تصلي، وتتعلم الجود والكرم إن كانت أمها تنفق، وتتعلم الكذب إن كانت أمها تكذب، وهكذا.

- ?التعبير عن الحب وعدم الاكتفاء بوجوده في قلوبنا، ففرق جوهري بين الحب والتعبير عنه، فقد يكون الحب موجودًا في قلب الأب أو الأم، ولا نحسن التعبير عنه، وهذه كارثة تربوية! والتعبير عن الحب يكون أحيانًا بالتصريح: "أنا أحبك، أنت حبيبتي، أنت أغلى ما في بيتنا، أنت زهرة مجلسنا، وهكذا...

وأحيانًا يكون التعبير عن الحب بوسائل أخرى، منها: الهدية، والقبلة، والكلمة الطيبة، والتغافل عن الأخطاء أحيانًا.

وانظر إلى المربي الأول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الموقف الذي تحكيه لنا أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشْبَهَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا -وَقَالَ الْحَسَنُ: حَدِيثًا، وَكَلَامًا، وَلَمْ يَذْكُرِ الْحَسَنُ السَّمْتَ، وَالْهَدْيَ، وَالدَّلَّ- بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فَاطِمَةَ كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهَا، كَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ قَامَ إِلَيْهَا فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَبَّلَهَا، وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ إِلَيْهِ، فَأَخَذَتْ بِيَدِهِ فَقَبَّلَتْهُ، وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا" (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

ولما سئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: (عَائِشَةُ) قِيلَ: مِنَ الرِّجَالِ؟ قَالَ: (أَبُوهَا) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني).

فكان -صلى الله عليه وسلم- يعبِّر عن مشاعره لزوجته ولبناته.

- وتحتاج البنت التعبير عن الحب في كل مراحل عمرها في مرحلة الطفولة، وكذلك في مرحله المراهقة، بل قد يشتد الاحتياج في مرحلة المراهقة عن غيرها حتى يمتلئ قلبها بحب أبيها وأمها، وحتى لا يكون لديها فراغ عاطفي، فتقع البنت فريسة الحب المحرم، فانتبه يرحمك الله.

- ?واجب  على الأم أن تجعل ابنتها صديقتها المقربة، فتتحاور معها وتناقشها، وتستمع لمشكلاتها، وتأخذ رأيها في أمورها؛ لا سيما الأمور البسيطة، مثل: حاجات المطبخ، وغيرها.

- العدل بين البنين والبنات، فإذا انحازت الأسرة إلى البنين دون البنات أو البنات دون البنين؛ أدى ذلك إلى بغض الأولاد بعضهم للبعض، وهذا أصلًا مهمًّا يجب الانتباه إليه.

الأم النشيطة تعلِّم بناتها الكسل!:

ينبغي ألا تقوم الأم بجميع الأعمال في المنزل بمفردها، بل الواجب عليها أن تشارك بناتها معها حتى تعتاد البنت أن تؤدي دورها في بيت زوجها مستقبلًا، ولكن يراعى أن يكون الدور مناسبًا لقدراتها، وكلما أنجزت تشجَّع وتكافئ، وتعزز، ولا ينبغي أن يكون التكليف في مساعدة الأم في البيت للبنت الكبيرة فقط، فبعض الأُسر تجعل من البنت الكبيرة خادمة لجميع إخوانها وأخواتها، وهذا يؤثِّر سلبًا على نفسيتها.

غرس القيم:

تبدأ الأسرة في غرس القيم للبنات مبكرًا، ويكون ذلك من خلال أن تكون الأم قدوة، وكذلك من خلال القصص الهادف الذي يغرس الصدق والأمانة، والنظافة والجمال، والعفة والحياء، والتعاون، والإيثار في نفوس بناتنا.

أسأل الله أن يبارك في بنات المسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.