الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 29 مارس 2020 - 5 شعبان 1441هـ

حول حديث: (لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا... إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ)

السؤال:

هناك مَن يقول: إن مَن جلس في بيته ملتزمًا بالحجر المنزلي نال أجر شهيدٍ، ويستدل بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ) (رواه البخاري)، وهذا يشمل كل مَن صبر واحتسب وتوكل على الله؛ مات بالوباء أم لم يمت؟ فما حكم هذا الكلام؟ وهل يعد وباء الكورونا مثل الطاعون، ومَن يمت به يأخذ حكمه؟

الجواب: 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ 

فهذا يحتاج إلى إثبات أن الكورونا مثل الطاعون، وما أراه كذلك؛ فإن الطاعون كان أكثر فتكًا، وأعظم انتشارًا؛ فقد مات ثلاثون ألفًا في ثلاثة أيام، في الشام أيام طاعون عمواس ثم أجر الشهادة أمر توقيفي لا نعلمه؛ إلا أن لزوم الحجر المنزلي لمَن تنطبق عليه شروطه (كمَن عاد مِن خارج البلاد مِن منطقةٍ موبوءةٍ، أو خالَط مصابًا، أو ظهرتْ عليه الأعراض المحتملة) مشروع؛ ليمنع الضرر عن نفسه وعن غيره.