الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 09 أبريل 2019 - 4 شعبان 1440هـ

علاج الشعور بالإحباط والفشل في طلب العلم

السؤال:  

يا شيخ الجميع عندما يندمون على تضييع أعمارهم يندمون على تقصيرهم في العبادة أو معصية معينة، ولكن أنا مختلف، فأنا تربيت مِن الصغر على حب الدين وتعلمه، وكنت طموحًا جدًّا أكثر مِن الأطفال في سني، وأنا في الابتدائي كنت متفوقًا أكثر مِن الآن، وأنا عمري الآن تسعة عشر عامًّا، كنت أريد أنا أخدم الدعوة، وكنت أرى نفسي في هذا السن أني سأصل إلى مبتغاي، وكنت أتمنى أن أصبح عالمًا، ولكن لا أعلم ماذا حدث؟!

كنت أقرأ كتبًا وحفظت أحاديث كثيرة لو استمررت على ذلك إلى الآن لكنتُ أنهيتُ كتبًا عظيمة، انشغل شيخي عني خاصة أنه كان مِن جماعة الإخوان، وانشغل بالسياسة عني وانشغلت مثله بالسياسة، وضاع عمري ولكن الآن أنا مع شباب الدعوة السلفية، ولكن الطريق شائك يا شيخ، لم أكن أظنه كذلك، فأنا تربيت على الالتزام من صغري، ولكن الآن أتحسر على ضياع عمري، ولا أدري ماذا أفعل؟ فالطريق مسدود أمامي أصبحت فاشلًا في كل شيء تقريبًا، ولا أستطيع أن أنجز أي شيء، الشباب ينجزون وأنا ما زلت في مكاني.

الله أعطاني فرصًا لم تكن موجودة عند أحد، فكان عقلي منذ الطفولة مختلفًا، فكنت أحب الدين وتعلمه والحفظ والقراءة وسماع المحاضرات، ولكني لم أستغل هذه الفرصة في التطور بينما الشباب يحكون لي قصص توبتهم التي كانت قريبة، وهم الآن أفضل مني علمًا ودعوة.

وحلمي أن أصبح مثل مشايخنا الأفاضل وأصبح عالمًا، لكن حلمي يضيع والطريق مسدود، وضيعت وقتي فيما لا يفيد، يا شيخ لا أعرف حتى كيف أخطط لمستقبلي، فالماضي لا أستطيع نسيانه، وأنا في الصف الرابع الابتدائي كنت أحب العلم، ولكن الفرصة قد راحت، فالجميع أنجزوا وحققوا، وأنا ما زلت واقفًا مكاني، ولا أستطيع تنظيم وقتي، يا شيخ أنا مبتلى بعدم التوفيق. فما العلاج؟  

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛       

فإياك واليأس، والطريق مفتوح أمامك ليس مسدودًا؛ فحدد جدولًا زمانيًّا، وأنت ما زلت في أول شبابك وتستطيع الإنجاز، وستنجح -بإذن الله-.

المهم ألا تتوقف، واحذر الوسوسة أنك غير موفَّق أو فاشل؛ فإنها مِن الشيطان ليحبطك وتترك العلم والعمل.