الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 02 يوليه 2007 - 17 جمادى الثانية 1428هـ

ص.س

كتبه/ مصطفى دياب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن "ص. س" تعني: صيف سعيد على لغة أصحاب الاختصارات والرموز....

كيف نقضى صيفًا سعيدًا؟

بل ما هي السعادة المقصودة؟

- هل السعادة في قضاء وقت ممتع على شاطئ البحر وسط العري وغيره؟!

- هل السعادة في إطلاق البصر للنساء والعورات ومصاحبة الفتيات؟!

- هل السعادة في السهر أمام القنوات الإباحية وقتل الأوقات؟!

- هل السعادة في شرب المخدرات والمسكرات، والسجائر والشيشة على المقاهي ولعب النرد والورق وغيرها؟

- هل السعادة في قضاء الأوقات مع "الشلة" على النواصي وفي الطريق العام في معاكسة الناس وأذيتهم بأصوات منكرة، وعبارات ساقطة وسب وشتم وقذف؟!

- هل السعادة في ممارسه الفواحش كالزنا واللواط والاستمناء؟

- هل السعادة في قضاء الأوقات الطويلة أمام "النت" على ساحات الحوار "الشات" حيث تكوين العلاقات الغرامية وخداع الناس؟!

هل.... هل.... هل.... أشياء كثيرة جدا ولكن ما هي السعادة الحقيقية إذا لم تكن هذه الأشياء سعادة؟

- إن السعادة الحقيقية تكمن في طاعة العبد لمولاه والفوز برضاه.

- إن السعادة الحقيقية في أن يبعد العبد عن النار ويدخل جنة مولاه بفضله -تعالى- ورضاه، (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُور) (آل عمران:185).

والناس أحد رجلين.. (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) (هود:105)، بما قدر الله عليهم وبما كسبوا من خير أو شر (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ) (الليل:6-10).

السعادة الحقيقية في أن يوفقك الله للإيمان والعمل الصالح، وترك الشرك والمعاصي، فالأعمال الصالحة سبب لجلب السعادة (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (النحل:32)، أي: بسبب أعمالكم، قال -صلى الله عليه وسلم-: (اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ) (متفق عليه).

فالعبد إنما يؤخره عمله السيئ وتفريطه في العمل الصالح، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- (وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ؛ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ) (رواه مسلم).

إذن أخي الحبيب هلم إلى العمل الصالح ففيه السعادة في الدارين، وإياك ومجاوزة حدك مع أوامر ربك، فما يسع العبد إلا أن يقول: (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) (البقرة:285).

أخي الحبيب: المعادلة.. المعادلة..

(فَأَمَّا مَنْ طَغَى . وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى . وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعات:37- 41).

أخي الحبيب، استثمر أوقات الفراغ التي نحياها في طاعة الله في هذه الصيف وفي كل صيف.

أخي: ما نصيبك من حفظ كتاب الله؟!

س: ضعيف طبعًا.

أخي: ما رأيك في أن يكون لك ورد حفظ في أي دار أو مسجد أو مع أخ لك أو شيخ تذهب إليه؟

س: أعتقد أنه لا مانع إن شاء الله.

أخي: هل تعلم أن عدد أوجه المصحف 600 وجه وأنك بالتركيز يمكنك حفظ 8 أوجه يوميًّا، وهذا يعنى حفظ 50 وجهًا في الأسبوع يعني -أيضًا- 200 وجه في الشهر، ثم المفاجأة أنه يعني حفظ 600 وجه في خلال ثلاثة أشهر؟!

س: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، شيء مذهل ولكن يحتاج ماذا؟

أخي: يحتاج إلى همه عالية -إصرار، استمرار-، وتسأل الله التوفيق والسداد -الدعاء-.

س: الله المستعان وعلى قدر استطاعتي سأبدأ وسأغير المقادير إن عجزت عن هذا القدر.

أخي: القران أعظم ما يهتم العبد به، ولكن عندما تتحول آياته إلى سلوك ومنهج حياة مستشعرًا لذة القران، ولذا؛ لابد من دراسة العلوم الشرعية حتى نحصل من العلم ما لا يسع المسلم جهله. والحمد لله في دعوتك المباركة مناهج لكل مستوى يتناسب مع المرحلة العمرية -السن- والمستوى العلمي..

وقد أعددت لك -أخي الحبيب- مجموعة من الكتب الميسرة المتدرجة، والشاملة لأنواع العلوم الشرعية، اختر منها ما يناسب مستواك، وهي على الترتيب: كتاب "الأساس"، كتاب "البنيان"، كتاب "البداية لمن سلك طريق الهداية".

وأخيرًا أخي الحبيب، روح عن نفسك بما أحله الله وأباحه، ولا تعرض نفسك للفتن، واتق الله حيثما كنت، واعلم أن الله يراك..

وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.