السؤال
كيف يكون الإنسان مسيرا و مخيرا في نفس الوقت مع أن كل شيء مكتوب في اللوح المحفوظ؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
اعلم أن لله مشيئة وللعبد مشيئة لكنها مقيدة بمشيئة الله تعالى قال –تعالى-: (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)(التكوير29) والعبد فاعل حقيقة كما قال -تعالى-: (وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ) (البقرة197) والله تعالى خالقه وخالق فعله كما قال تعالى (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ)(الصافات96) وأفعال العباد عليها يثابون ويعاقبون وبها يذمون ويمدحون إلا أن أفعال العباد كما قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية نوعان "نوع يكون منه بغير قدرته وإرادته فيكون صفة له ولا يكون فعلا كحركات المرتعش، ونوع يكون فيه بقدرته واختياره فيوصف بكونه صفة وفعلا وكسبا للعبد كالحركات الاختيارية والله تعالى هو الذي جعل العبد فاعلا مختارا، وهو الذي يقدر على ذلك وحده لا شريك له" انتهى بتصرف.
راجع (معارج القبول) و(شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل) وكتاب (كيف نؤمن بالقدر) وراجع شرحنا لمعارج القبول على موقع طريق الإسلام.
صوت السلف www.salafvoice.com