الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 07 مايو 2017 - 11 شعبان 1438هـ

هل يمكن تحديد مكان "يأجوج ومأجوج"؟!

السؤال:

نحن في كل يوم نسمع عجائب لم نكن نسمع بها من قبل، ومن ذلك أن مفتي الجمهورية السابق "علي جمعة" ذكر أن "يأجوج ومأجوج" الذين ذكرهم القرآن لهم وجود يمكن تحديده علميًّا وفق خارطة القمر الصناعي الراصدة للأرض!

وذكر أن أحد علماء المسلمين في الهند بحث في علوم القرآن عن قوم "يأجوج ومأجوج"، وموقعهم وزمانهم، واكتشف أن هناك ما يسمى بـ"الباب الحديدي" -الذي يقع في أرمينيا الآن- موجود وراءه قوم "يأجوج ومأجوج".

وقال أيضًا: "الأبحاث كشفتْ أن يأجوج ومأجوج قبائل بشرية عادية، ولكنهم فقراء جدًّا، ومحشورون في سلسلة من الجبال، وسيخرجون على الناس فيما وصفه بثورة جياع!". فما حكم هذا الكلام الغريب؟!

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلا يمكن الجزم بما ذكر مِن الباب الحديدي أو غيره أو أن هؤلاء القوم المحشورين الفقراء هم "يأجوج ومأجوج"؛ إنما علينا أن نؤمن بما ورد في الكتاب والسنة مِن وجود الردم الذي هم خلفه، وفُتحَ من هذا الردم على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدر الحلقة بين الإبهام والسبابة، فعن زينب بنت جحش -رضي الله عنها-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمًا فَزِعًا، يَقُولُ: (لاَ إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ) وَحَلَّقَ بِإِصْبَعَيْهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا. (متفق عليه).

ولا ندري غير ذلك، بل هو غيب الله أعلم به؛ فجائز أن يكون ما ذكروه صحيحًا، وجائز أن يكون غير ذلك. والله أعلم.