الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 12 أبريل 2017 - 15 رجب 1438هـ

هل يتأذى الميت بجوار مَن كان يُعذَّب معه في قبره أو بجانبه؟

السؤال:

1- هل كل الذين دفنوا في المقبرة يكونون جيرانًا لبعضهم البعض وإن طال الزمن، فيكون الموتى السابقون جيرانًا للميت الجديد؟ أم أن مدة الجوار تنتهي بتحلل جسد الميت قبْل الأخير، فيكون الميت الأخير لا جيران له في القبر؛ لأن الجثث تحللت؟ وهل الميت يتأذى إذا كان أحد مَن سبقوه بالدفن في هذه الحفرة يُعذب أم كل شخص له حاله ولا يشعر بصراخ الآخرين وآلامهم؟

2- ما حكم المقابر المصرية التي يكون فيها للعائلة بأكملها قبر واحد؟ وما العمل في ذلك حيث ربما تأتي أوقات يُحتاج فيها إلى فتح المقبرة لدفن ميتٍ جديدٍ على آخر دفن مِن وقت قريب؟

3- هل في القبر نوم أم لا؛ لأني أذكر أني قرأت أن في القبر نومًا كنوم العروس؟ وهل القبر كله حياة حقيقية؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فمسألة الجوار مبنية على العمل؛ فإن كانوا على نهج واحد كانوا معًا في البرزخ؛ وإلا لم ينفع مجرد المجاورة في القبر إذا كان العمل مخالفـًا، فرأس النفاق "عبد الله بن سلول" دُفن بالبقيع مع عامة الصحابة -رضي الله عنهم-، وكل شخص له حاله.

2- فيعمـِّقون القبر، فيدفنون العظام القديمة أعمق، ثم يدفنون الأحدث فوقهم؛ فهذا جائز.

3- في الحديث الصحيح أن الملائكة تقول للعبد المؤمن: (نَمْ صًالِحًا) (متفق عليه)، وفي رواية: (نَمْ كَنَوْمَةِ العَرُوسِ الَّذِي لا يُوقِظُهُ إِلا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)، فهذا النوم نوم سعادة وفرح يزداد عند الاستيقاظ عندما يوقظه أحب أهله إليه، وحياة القبر حياة برزخية مختلفة عن حياة الدنيا، وعن حياة الآخرة.