الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 03 يناير 2008 - 24 ذو الحجة 1428هـ

توفي الله لعيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام

السؤال:

- هل سيدنا عيسى حي في السماء إلى أن ينزل لقتل الدجال, أم أن الله قد توفاه إليه؟

- وهل لزوم اعتقاد أحد الأمرين من الأمور العقدية أم أن الأمر يسعه الخلاف؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

- قد توفاه الله إليه بنص القرآن لقوله عز وجل (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ)(آل عمران: 55)، وقال الله على لسان عيسى (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ)(المائدة: 117).

لكن لا يلزم من ذلك أنه قد مات، فإن الله توفاه أي أخذه عنده وقد قال الله عز وجل (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)(الزمر: 42)، فعيسى -عليه الصلاة والسلام- لم يمت لأن الله عز وجل قال (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً)(النساء: 159)، ومن تكريم الله عز وجل لأنبيائه أن لا يجمع عليهم موتتين ولم يرد دليل على أن عيسى -عليه الصلاة والسلام- قد مات، ونحن نقتصر على ما ورد في القرآن من أنه قد توفاه الله إليه، ونزوله قبل يوم القيامة يدل على أنه حي في السماء إلى أن ينزل.

- وهذا من الأمور الاعتقادية التي يسع فيها الخلاف. وقد قال بكل قول منهما طائفة من العلماء ولا يُبدع في ذلك المخالِف.