أما لكم في شيخ السلفيين أسوة؟!
تعليقا على إبعاد الأستاذ وجدي غنيم من البحرين
كتبه/عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
سيبقى شيخ الإسلام ابن تيمية هو المدرسة السلفية الأم لكل من جاء بعده، لتضلعه من علوم السلف، ولأنه عاش واقعا شديد الشبه بواقعنا المعاصر، نصر -رحمه الله- السنة وقمع الله به البدعة، وأمسك بيده ميزانا للولاء والبراء جعله يوالي كل أحد بمقدار ما معه من موافقة الحق ويتبرأ مما عنده من الباطل، وأمسك ميزانا للخير والشر جعله يقول: "ليس العاقل الذي يدرك الخير من الشر، ولكن العاقل الذي يدرك خير الخيرين وشر الشرين". ليس العاقل الذي يدرك الخير من الشر، ولكن العاقل الذي يدرك خير الخيرين وشر الشرين |
ومن هذا المنطلق وقف -رحمه الله- أمام قضاة المذاهب ينافح عن عقيدة السلف ويقرر أن ما درج عليه القضاة في عصره هو رأي للأشعري -رحمه الله- رآه ثم رجع عنه، ولكنه بقي في أتباعه، لم يرده تهديدهم له بالقتل، ولا توعدهم له بالسجن، ولم تهزه كثرتهم أو يثنيه عن الحق تشنيعهم، وبقي يناظر وهو ينتظر إحدى العقوبتين القتل أو السجن، أراد به ابن مخلوف القتل وأراد الله له السجن.
وأثناء سجنه تمالأ القضاة على السلطان الناصر ونصبوا خليفته، إلا أن السلطان الناصر استطاع العودة بعدها بعدة أشهر وأراد أن ينتقم من العلماء الذين خلعوه، ولكن لابد من فتوى، وظن أنها جاهزة في ذهن الشيخ ولابد، فأتى به وأكرمه وحدثه بما يجول بخاطره. وكانت المفاجأة أن الشيخ السلفي لديه استعداد لأن يعود إلى السجن، بل وربما جاءه القتل في هذه المرة بغير فتوى، وهو يشدد القول على السلطان الناصر بأنه لو قتل العلماء فسوف يفسد أمر البلاد والعباد، والسلطان يذكره بظلمهم له ووقيعتهم فيه، وهو يذكر له أنه قد عفا عنهم، فما الذي يجعل شيخ الإسلام يتناسى وقيعتهم فيه وهو قادر عليهم؟ بل ما الذي دفعه إلى أن يدافع عن أناس امتحنوه في عقيدة مبتدَعة وأرادوا أن يردوه من السنة إلى البدعة؟!
ذلك لأن ابتداع المبتدع لا يـُحـِل دمه. ابتداع المبتدع لا يـُحـِل دمه
|