الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 16 أبريل 2016 - 9 رجب 1437هـ

"الدعوة السلفية" تحذر الشيخ "ناصر العمر" مِن انتشار التكفير بين قراء موقعه

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد نشر موقع "المسلم" الذي يشرف عليه الشيخ "ناصر العمر" بيانًا موقـَّعًا مِن عددٍ من العلماء وطلبة العلم في المملكة العربية السعودية ينكرون فيه مواقف "حزب النور" السياسية؛ لا سيما فيما يتعلق بالاستفتاء على الدستور.

وقد نشرنا ردنا على هذا البيان فليراجعه مَن شاء، وليستْ هذه هي القضية المقصودة مِن هذا البيان، وإنما المقصود إعادة التنبيه على ما سبق أنْ نبهنا عليه في ردنا السابق أنَّ الموقِّعين على هذا البيان غاب عنهم الكثير من الحقائق حول الوضع السياسي في مصر، كما غابت عنهم الكثير من الأخطار التي لو انتبهوا إليها؛ لوجدوا أن إنكارها أهم آلاف المرات من الإنكار في مسائل الاختلاف السياسي!

بل لعلهم إذا استشرفوا هذه الأخطار لتغير اجتهادهم السياسي أصلاً، ولما أفتوا الشباب أن يسير في ركب خطاب يغذي فيهم تلك النعرات الخارجية، ولكن الدهشة تملكتنا حينما طالعنا بعض التعليقات على هذا البيان في موقع "المسلم"، وكذلك بعض التعليقات على مقالات أخرى كانت تتحدث عن الواقع المصري؛ فقد رأينا في هذه التعليقات جرأة عجيبة على التكفير!

وفي حدود عِلْمنا أن المواقع التي تسمح بالتعليق على المقالات تكون لديها إدارة لمتابعة التعليقات وحذف ما يخل بسياسة التعليقات في الموقع، وبقاء هذه التعليقات عدة أيام يعني أن إدارة الموقع لا ترى بها بأسًا، ومِن ثَمَّ أردنا أن ننبه الشيخ "ناصر العمر" إلى خطورة مثل هذه التعليقات وخطورة سكوت الموقع عليها.

والتكفير بدعة خطيرة يجب أن ينزعج منها دعاة السنة ولو كانوا في خلاف مع مَن رُمي بالكفر؛ طالما كان في اعتقادهم أن هذا الاختلاف لا يخرجه من الملة.

وإذا كان البعض لا يستشعر إلا الخطر القريب فنوجِّه عناية الشيخ "ناصر" أن هذا الخطر قد يمتد إلى المملكة السعودية؛ حيث هنأ ملكها السلطة الحالية في مصر بإنجاز الدستور، وحيث إن المناط الذي بنى عليه هؤلاء المعلقون في موقعكم هو التعامل مع السلطة الحالية في مصر أو إقرار دستور يرونه كفريًّا، ورأيتم في بيانكم أن الاشتراك في التصويت عليه ولو بـ"لا" خروج عن إجماع العلماء؛ فيلزم من ذلك أن هذه المناطات منطبقة على حكام المملكة، ومِن ثَمَّ على علمائها إذا لم ينكروا!

وهذه أمثلة مما ورد في التعليق على هذا البيان:

فمنها قول أحد المعلِّقين: "... لا تلتفتوا إلى تعليقات من يهرفون بما لا يعرفون ممن اتخذوا برهام بن باعوراء إلهًا من دون الله -تعالى-... !".

وقول آخر: "جزاكم الله خيرًا أيها العلماء الأفاضل على فضح الخونة من حزب البهتان، والذين سيُعدم قادتهم بعد الانقلاب... !".

وقول ثالث: "مَن يؤيد الانقلاب خاسئ، ليس مسلم، إذ من قام به خائن، ليس لمصلحه الشعب... خسئ ثم خسئ مَن قال: أنا مسلم وهو يعرف ذلك، الإسلام بريء منه!".

وقول رابع: "حزب الزور -النور سابقًا- للأسف الشديد فُجعنا فيه، وأصبح يضم أسافل الشعب المصري ومنافقيه... اللهم إن لم تردهم للحق فسلط عليهم أنفسهم وانتقم منهم شر انتقام هم ومن وراءهم، واجعلهم للناس آية وعبرة!".

وهذه أمثلة... وفي بقية التعليقات من الشتم والسب والطعن في الأعراض، والتهديد بسفك الدماء ما أعرضنا عنه واكتفينا بما فيه جرأة واضحة على "التكفير الجماعي" لطوائف من البشر.

ونحن إذ نحذركم من هذه التعليقات في موقعكم نؤكِّد لكم أن تعليق آمال الشباب بأمور ليست واقعية "بل يكاد ينعدم احتمال حدوثها"؛ هو ما يصيب الشباب بالإحباط المؤدي إلى الانفجار، والذي يكون في بادئ الأمر في وجه مَن يحاول إخراجه من أحلام اليقظة، ثم سرعان ما يتحول إلى نار تأكل كل ما أمامها كما حدث في تجربة الخوارج قديمًا، وجماعة التكفير والهجرة حديثًا.

فاللهم قد بلغنا... اللهم فاشهد.

مجلس إدارة الدعوة السلفية العام

الاثنين 18 ربيع الأول 1435هـ

20 يناير 2014م