الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 21 نوفمبر 2013 - 18 محرم 1435هـ

هل الحكم العسكري هو الحكم الجبري الوارد في حديث: (ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً)؟

السؤال:

قال لي بعض أصدقائي أن الملك الجبري الذي ورد في حديث: (تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ) (رواه أحمد، وحسنه الألباني)، المقصود به هو "الحكم العسكري".

فلابد من بذل أقصى الجهد لكسره حتى نصل إلى خلافة على منهاج النبوة، ويستدل بذلك على المشاركة بقوة في المظاهرات، وبذل كل ما في الجهد وزيادة؛ لكسر الحكم العسكري حتى يتسنى إقامة خلافة على منهاج النبوة. فما جواب فضيلتكم عما استدل به؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهلا ذكر هذا المستدل عمن أخذ هذه الفتوى بلزوم كسر الحكم الجبري الذي جعله "الحكم العسكري"، وكأن المدني لا يمكن أن يكون جبريًّا، والعسكري لابد أن يكون مخالفًا للشرع؟!

عجبًا لهذه الطريقة العجيبة في الاستدلال!

ثم أليس لابد أن يُراعي أمر القدرة والعجز، والمصلحة والمفسدة، وتعارض الحسنات والسيئات فيما يفعل؟!

أم يلقي بغيره إلى التهلكة، وبالبلاد كلها إلى الخراب والدمار، والحرب الأهلية "بزعمه الفاسد"؟!