الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 28 مارس 2013 - 16 جمادى الأولى 1434هـ

استخدام اسم جماعة أو حزب في الأعمال الخيرية

السؤال:

هل يجوز استخدام اسم دعوة معينة أو جماعة أو حزب في الأعمال الدعوية والخيرية أم أن في هذا شرك في النية وفي أن العمل لوجه الله؟ وهل في الانضمام لجماعة ما أو دعوة ما فيه نوع من التحزب المحرم؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإذا كان المقصود من استخدام اسم الدعوة أو الحزب هو أيضًا نصرة الحق الذي تقوم به الدعوة والحزب ونصرة الشريعة؛ فهذا لا حرج فيه، ولا شرك في النية ولا العمل أنه لوجه الله.

وليس الانضمام لجماعة أو دعوة أو حزب يقوم على إقامة الشريعة والدعوة إليها وإقامة فروض الكفاية من التحزب من المذموم، بل هو من التعاون على البر والتقوى الذي أمر الله به، وإنما نهى الله عن تفريق الدين ومفارقته، قال -تعالى-: (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ . مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (الروم:31-32).

فالذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، وأهل البدع الذين يحرفون الكلم عن مواضعه إذا لم يوافق بدعتهم هم الذين يدخلون في الذين فرقوا دينهم أي قطعوه قطعًا، وفي القراءة الأخرى: (فَارَقُوا دِينَهُمْ).

وكذا قوله -تعالى-: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (المؤمنون:53)، أي: قِطعًا؛ فليست فيمن أراد القيام بالدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله في مجالس السياسة والاقتصاد والإعلام وغيرها، وإنما ينطبق ذلك على من خالف الشرع وأراد إبطاله وإهداره وعدم إقامته من الأحزاب التي تحارب المشروع الإسلامي، والجماعات التي تسعى لهدم الدين وإفساد المجتمع.