الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 19 مارس 2013 - 7 جمادى الأولى 1434هـ

هل من آداب العمل الجماعي ترك انتقاد الكيانات الدعوية التي ننتمي إليها علنًا؟

السؤال:

1- هل من آداب العمل الجماعي الثابتة شرعًا الكف عن انتقاد الكيانات الدعوية التي ننتمي إليها علنًا ولو بكلمة حق؟ أم أن السكوت عن كلمة الحق للاعتبارات التنظيمية يعتبر من لوازم الحزبية والتعصب المنهي عنهما شرعًا؟

2- بماذا نرد يا فضيلة الشيخ على الناس المخالفين للرئاسة ويخلطون بيننا وبين الإخوان؟ أو بصورة أخرى: ما واجبنا نحن كسلفيين في مواجهة المخالفين للإخوان والرئيس "محمد مرسي" والناس التي أصبحت كثيرة النقمة والطعن على الإخوان والرئيس وأنا أشعر أننا في وضع دفاعي فنضطر للدفاع عن أنفسنا وعن الدكتور "مرسي" والإخوان لتجميل صورة الكيانات الدعوية الإسلامية فهل هذا صحيح أم ماذا يلزمنا في هذه المواقف؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فليس من آداب العمل الجماعي الكف عن الانتقاد للكيان الدعوي الذي تنتمي إليه علنًا بكلمة حق، ولكن لابد أن يكون الأمر جليًّا وليس من أمور الاجتهاد التي اختلفت فيها وجهة نظر الناقد عن وجهة نظر المسئولين على الكيان فهذه لا إنكار فيها، ولكن يمكن أن يوصل وجهة نظره دون الانتقاد العلني الذي يفت في عضد الجماعة.

وأما ما كان من حق ظاهر وعليه الدليل؛ فهذا من نصرة الجماعة وتقويتها، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا)، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟! قَالَ: (تَمنعهُ من الظُّلم فَذَاك نصرك إِيَّاه) (متفق عليه).

2- أظهِر ما للناس حق فيه وبيِّن أننا لسنا من جماعة الإخوان مع بيان أن الاختيار البديل كان مرًّا، وفي نفس الوقت بيِّن لهم مفاسد إسقاط الرئيس والنظام وخطر الفوضى في حالة حصول ذلك، وأن كل رئيس يمكن إسقاطه بنفس الطريقة ممن يخالفه؛ فنحن ننصح ونخالف الأخطاء وننتقد السلبيات، ولكن لا نسعى لإسقاطه.