الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 27 يوليه 2011 - 26 شعبان 1432هـ

الاعتراض على وصف الشيخ "أسامة بن لادن" -رحمه الله- بالمجاهد وأن ما له أكثر مما عليه

السؤال:

هل تُعد "ابن لادن" مِن المجاهدين؟! هل هو مِن الذين ساروا على الدرب: النبي والسلف؟ هذا السفاح تسميه مِن المجاهدين؟ قاتل النساء والأطفال والشيوخ مِن المجاهدين؟! ميتم الأطفال من المجاهدين؟! قاتل العزل مِن المجاهدين؟!

أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحروب، لن أقول لك أمر بعدم قتل الأطفال والنساء، بل سأقول: إنه أمر بعدم قطع شجرة، وأنت تقول عن قاتل ألوف البشر بلا ذنب ولا جريمة أنه مِن المجاهدين؟!

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قلتُ: إنه مِن المجاهدين فيما جاهد به الكفار المحتلين لبلاد المسلمين، وأنكرتُ عليه قتْل مَن قتل مِن المسلمين أو الكفار المعاهدين، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ) (رواه البخاري)(1)؛ لما وقع منه مع بني جذيمة، وما منع ذلك الخطأ وصفه بـ"سيف الله المسلول".

فأوصيك بالإنصاف، وهو قد انتقل إلى ربه يحاسبه على نيته وعمله، ونحن إنما ذكرنا ما ظهر لنا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: بَعَثَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلامِ، فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنَا صَبَأْنَا، فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ مِنْهُمْ وَيَأْسِرُ، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَقْتُلُ أَسِيرِي وَلا يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرْنَاهُ فَرَفَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَدَهُ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ) مَرَّتَيْنِ. (رواه البخاري).