الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 22 مارس 2010 - 6 ربيع الثاني 1431هـ

موقف الشرع تجاه البهائيين والقاديانيين والدروز

السؤال:

ما هو موقف الشرع اليوم والواجب على الدول الإسلامية تجاه البهائيين والقاديانيين الذين يُجبرون على الدخول في الإسلام، والله يقول: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (البقرة:256)؟ وكيف يَحكم الناسُ عليهم بالردة مع أنهم ولدوا لآباء غير مسلمين مثل أهل الكتاب؟ وهل الدروز أيضًا مثلهم؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالحقيقة أن ما تذكره في السؤال من إجبارهم على الإسلام ليس بصحيح؛ فمن الذي يُجبرهم على الدخول في الإسلام؟! وهل هناك حد ردة يُقام في العالم كله اليوم -نسأل الله العفو والعافية-؟! هذا كلام -للأسف الشديد- مخالف للحقيقة، والواجب أن يُجبروا فعلاً على الدخول في الإسلام بلا خلاف بين العلماء.

أما لماذا يُعدُّون مرتدين مع أنهم ولدوا لآباء وأمهات غير مسلمين؛ فلأن البهائيين والقاديانيين حين بلوغهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فثبت لهم بذلك حكم الإسلام، ثم يضيف القاديانيون إلى ذلك أن "غلام قادياني" هو رسول الله والمسيح المنتظر، والبهائيون يقولون بأن "البهاء" هو رسول الله وأنه نَزل عليه كتاب؛ فارتدوا بهذه العقيدة، فهذه عقيدة مركبة من الردة؛ لأنه يثبت لهم أولاً دخولهم في الإسلام بنطق الشهادتين، ثم يضيفون إلى ذلك الكفر بادعاء نبوة بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-.

والدروز مرتدون كذلك؛ لأنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن الحاكم بأمر الله الفاطمي هو الله -تعالى الله عن ذلك-، فلذلك كانوا مرتدين.

ولذلك أتباع مسيلمة الكذاب قاتلهم الصحابة جميعًا دون أن ينظروا مَن الذي أسلم ثم اتبع مسيلمة ممن اتبع مسيلمة من أول الأمر؛ لأن بعض أتباع مسيلمة كانوا من قومه ممن لم يدخلوا في الإسلام ابتداءً، ودخلوا على دين مسيلمة، فقوتلوا جميعًا في حروب الردة التي كانت لهؤلاء جميعًا؛ لأن مسيلمة يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويضيف إلى ذلك أن مسيلمة رسول الله، فكان هذا متضمنـًا للإقرار من هؤلاء بالشهادتين ثم بالردة عنها.

ولذلك هؤلاء المرتدون يُجبرون على الإسلام بلا خلاف بين العلماء، وإن لم يلتزموا بالإسلام يُقتلون.

أما قوله -تعالى-: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) فهو مُخصَّص بالمرتد؛ لأن هذه خيانة عظمى للمسلمين ولدين الله -عز وجل-، وخيانة لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.