الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 09 مارس 2010 - 23 ربيع الأول 1431هـ

هل تعزية أهل الميت في بيتهم من الاجتماع إلى أهل الميت المنهي عنه

السؤال:

ما حكم الذهاب لتعزية أهل الميت في بيتهم، وهل هذا من الاجتماع الذي أنكره الصحابة كما جاء في الأثر الثابت عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-: "كُنَّا نَعُدُّ الاِجْتِمَاعَ إِلَى أهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنِيعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنَ النِّيَاحَةِ" (رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني)، ثم كيف نوفق بين هذا الأثر وبين الحديث الذي أخرجه البزار في مسنده، وحسنه الألباني في أحكام الجنائز من حديث بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه- وفيه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بلغه أن امرأة من الأنصار مات ابنها وليس لها غيره؛ فأتاها النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه أصحابه فلما بلغ باب المرأة قيل للمرأة: إن نبي الله يريد أن يدخل يعزيها فدخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (أما إنه بلغني أنك جزعت على ابنك) فأمرها بتقوى الله والصبر. فقالت: يا رسول الله مالي لا أجزع وإني امرأة رقوب لا ألد، ولم يكن لي غيره؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الرقوب الذي يبقى ولدها)، ثم قال: (ما من امرئ أو امرأة مسلمة يموت لها ثلاثة أولاد يحتسبهم إلا أدخله الله بهم الجنة)، فقال عمر وهو عن يمين النبي -صلى الله عليه وسلم-: بأبي أنت وأمي واثنين؟ قال: (واثنين).

فهل يؤخذ من هذا الحديث جواز تعزية أهل الميت في بيتهم والاجتماع عندهم للتعزية كما هو ظاهر في الحديث من اجتماع النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة عند هذه المرأة من الأنصار. أفتونا وفقكم الله وجزاكم عنا خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلا بأس بالذهاب للتعزية في المنزل، لكن المقصود من النهي هو أن يحددوا مكانـًا يجلسون فيه لاستقبال الناس: كالشوادر المنصوبة، ودور المناسبات، أما بقاؤهم في منزلهم ومسجدهم وعملهم فهو المعتاد لهم.