الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 05 يناير 2010 - 19 محرم 1431هـ

هل يخلد في النار من مات على معصية؟

السؤال:

هل من مات على معصية دخل النار وخلد فيها؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال الله -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) (النساء:48)، فمن مات موحدًا لا يخلد في النار ولو مات مصرًا على معصية، لكنه إن رجحت سيئاته على حسناته فهو في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، ثم إن دخل النار لن يخلد فيها كما تواترت بذلك أحاديث الشفاعة وخروج عصاة الموحدين من النار؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ) (متفق عليه)، وفى رواية: (فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ شَفَعَتْ الْمَلائِكَةُ وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ وَلَمْ يَبْقَ إِلا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنْ النَّارِ فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ) (رواه مسلم).

ولكن خطر الإصرار على المعاصي عظيم؛ إذ أنه سبب لأمراض القلوب، ولربما أدت الاستهانة بالمعصية والاستخفاف بها إلى الإباء أو الاستكبار أو الاستحلال لها، وقصة قوم لوط عبرة لمن يعتبر فقد دفعتهم الشهوة إلى تكذيب رسولهم -عليه السلام-، والإباء والرد لشرع الله؛ فكفروا فمن يدري المصر على المعصية أن يُختم له بالتوحيد؟!

فهو على خطر عظيم من الفتنة قبل الموت وعند الموت، ونعوذ بالله من فتنة المحيا والممات.