الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 08 أكتوبر 2008 - 8 شوال 1429هـ

عوامل الثبات على الطاعات بعد رمضان (خطبة مقترحة)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

مقدمة:

تهنئة وعزاء: خرج علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- آخر ليلة من رمضان فنادى ورفع صوته: "من هذا الذي فاز في رمضان فنهنيه، ومن هذا الذي خسر في رمضان فنعزيه".

التحذير من الانتكاس والفتور:

- لا تكن كحمقاء مكة التي حذر الله المؤمنين من حالها: (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً)(النحل:92).

- إياك والفتور بحجة الراحة بعد رمضان: سئل الإمام أحمد: "متى الراحة؟ قال: عندما تضع أول قدم من قدميك في الجنة".

عوامل الثبات:

1- المداومة على العمل الصالح ولو كان قليلا:

- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) متفق عليه، فمثلا: "ركعتين من الليل - قسط من القرآن - شيء من صيام التطوع".

- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل) رواه مسلم.

- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) رواه الترمذي، وصححه الألباني، فائدة: الخاتمة = 3 مليون حسنة.

- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من صام يوما في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام) رواه النسائي، وحسنه الألباني.

- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من ختم له بصيام يوم دخل الجنة) رواه البزار، وصححه الألباني.

2- عدم العودة إلى المعاصي والبعد عن الأسباب المؤدية إليها:

- حديث قاتل المائة نفس، وكيف دله العالم على هجر أسباب المعصية، (انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء... ) رواه مسلم.

- مصاحبة الأخيار: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)(الكهف:28).

- هجر رفقاء السوء: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)(الكهف:28)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة) متفق عليه، والصاحب ساحب.

- لقد نال الكلب شرفا بصحبة الصالحين، (وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)(الكهف:18)، (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ... )(الكهف:22).

3- طلب العلم الشرعي:

- العلم يزيدك خشية وتقوى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)(فاطر:28).

- العلم يخرجك وينجيك من هذا الوصف: (ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم) رواه الترمذي، وحسنه الألباني.

4- الدعوة إلى الله:

- ابذل في الناس ما تعلمته في رمضان، قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه.

- هداية الناس خير لك من الدنيا: قال -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم) متفق عليه.

- هل تريد حسنات لم تعملها؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم، وفي رواية: (إن الدال على الخير كفاعله) رواه الترمذي، وصححه الألباني.

5- الدعاء:

- الصيام علمنا الدعاء الكثير بالنهار، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث دعوات مستجابات دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر) رواه البيهقي، وصححه الألباني.

- القيام والسحور علمنا الدعاء الكثير بالليل، (كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)(الذاريات:17-18).

- الأنبياء يفعلون القرب ويدعون الله أن يتقبل أعمالهم، (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(البقرة:127)، فالدعاء والاستعانة بالله من أعظم عوامل الثبات فأكثر منه.

اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم تسلم منا رمضان مقبولا، (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)(آل عمران:8).