الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 10 مارس 2025 - 10 رمضان 1446هـ

المساجد في رمضان

كتبه/ إبراهيم جاد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فإن المساجد وعبقها، ومنظرها وعمارتها في رمضان له دلائل تفوح من بين جدرانها، وعلى ألسنة عُمَّارها وسُكَّانها؛ منها أنها: 

- بيوت الله وحده، جُعلت لتوحيده وتعظيمه وعبادته، والأنس به، والتقرب إليه، والسجود بين يديه، فتعمَّر بالطاعات، وتشغل بالعبادات والقربات، وعلى أرضها تقام كل الصلوات. 

- منارة للإيمان في القرى والنجوع والبلدان، وعنوان على الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وعلى طهارة القلب والأبدان من الرجس والأوثان، والبعد عن الغواية والشيطان. 

- مَن سكنها نزلت عليه الرحمة وغشيته السكينة، وحلَّت عليه البركات، وتعلم العلوم والخيرات. 

- أطهر البقاع وأحبها إلى الله -تعالى-، وهي مأوى النفوس المؤمنة، وملاذ الأرواح الطاهرة، يعلو مآذنها التوحيد فيصدح به الموحدون، ويستجيبون لمناديها بالصلاح والنجاح بحي على الصلاة حي على الفلاح. 

- إن المساجد في رمضان تشرح الصدور، وتقر العيون، وتملأ النفوس بالحب والوئام، والسلامة والإسلام. 

- صفوفها كثيرة ورحابها شاسعة وأنوارها زاهية. 

- أجواؤها ماتعة وليلها عبادة، وآخرها قيام وتهجد. 

- ملئت بالإنابة والخشية لله -تعالى-، وبالخوف والرجاء، والتوكل والذل، والتعبد، والتراحم والمحبة بين القلوب المؤمنة، وبشاشة الكبار والصغار، الكل ينصت لكلام الله ويستمتع بقصصه وأوامره وأحكامه. 

- فالمؤمن حصل فيها بغيته، ووجد فيها جنته، وتفجرت فيها سعادته باكيًا خاشعًا، طالبًا متذللًا لله -تعالى-، (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ . رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) (النور: 36، 37).

فما أحوجنا إلى تلك النفحات الربانية يا عباد الله. 

وإياكم والبعد عن سبيل المساجد، فها نحن ذقنا واستمتعنا. 

فاللهم أدم علينا عبادتنا ومساجدنا، وأصلح قلوبنا بالقرآن فيها، واملأها بركة وعلمًا وعبادة.