الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 08 يونيو 2022 - 9 ذو القعدة 1443هـ

أثر آي القرآن على قلب الإنسان (9) القرآن وبصماته البارزة في حياة الإنسان (6)

كتبه/ سعيد السواح

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

بصمة سورة الطلاق:

إن كنت تشتكي همًّا وكربًا وضيقًا في العيش والحياة، وصعوبة في حياتك وأمورك؛ فالعلاج هو في أن تتقي الله ربك؛ ليجعل لكَ مِن كلِّ همٍّ فرجًا، ومِن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ويفتح الله لك مِن أبواب الرزق الذي لم يكن في حسبانك، وييسر لك أمري الدنيا والآخرة، مع تكفير سيئاتك، ويسكنك فسيح جناته، "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ"، "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا"، "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا".

بصمة سورة التحريم:

كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته؛ فلا تنشغل بدنياك عن المطلوب، فأنت مسئول عن إنقاذ نفسك، وإنقاذ مَن تعول مِن النيران؛ فلا تتنصل من ذلك، أو تغفل وتنشغل عن هذه المهمة بغيرها، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ".

بصمة سورة الملك:

الماء هو مادة الحياة، وهو مِن نِعَم الله على جميع مخلوقاته، فلو رفع الماء لتلاشت كل مظاهر الحياة، فلا يتصور حياة بلا ماء، بل لو رفع الماء العذب، وأبقي الأجاج ما استطعنا أن نعيش على هذه اليابسة، ولو رفع الماء وغاض في أعماق الأرض؛ لعجزت البشرية عن الإتيان به، فاشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون، "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ".

بصمة سورة القلم:

الداعي إلى الله لا بد أن يتحلَّى بالصبر الجميل، ولا يضيق صدره من قِلَّة المستجيبين؛ فينقطع عن دعوته، ويدعو على مَن لم يستجب له بالهلاك، والداعي إلى الله يعرف بين الناس بخلقه القويم؛ فسلوكياته ما هي إلا ترجمة عملية للمنهج الذي يدعو إليه، "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ".

بصمة سورة الحاقة:

الاستعداد الجاد ليوم الحساب؛ فالإيمان بالله واليوم الآخر يتطلب ألا يغيب عن نظر المؤمن وقوفه بين يدي ربه وسؤاله، ولا يغيب ما أعدَّ الله لمَن أطاعه مِن نعيم مقيم؛ ليكون بمثابة الحافز على الاستمرارية، والثبات على الطريق والمنهج حتى يلاقي ربه، "فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمْ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ . إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ . فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ . قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ . كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ".

بصمة سورة المعارج:

فالإنسان ما ينبغي أن يغفل عن رؤية نفسه وما جُبِل عليه من صفات مذمومة، والمطلوب تبديلها بصفات محمودة؛ فلينشغل بنفسه وحاله لا بغيره، فلتبحث عن نفسك وعن سبيل النجاة، وكيف السبيل لأن أكون مِن عباد الله المكرمين، "إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا . إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا . وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا . إِلاَّ الْمُصَلِّينَ".

بصمة سورة نوح:

الداعي إلى الله لا يكل ولا يمل من دعوة الناس إلى ربهم المعبود وعبادته وتوحيده، ولا ينتظر الناس ليأتوا إليه، بل يغشاهم في أماكنهم ونواديهم، وأماكن تجمعاتهم في كلِّ وقتٍ؛ صباحًا كان أو مساءً؛ فقد أوقف وقته لله تعالى، فيستعمل كل الوسائل الدعوية المشروعة لتعريف الناس بمعبودهم الحق، وما له من حقوق، "قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا . فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَارًا . وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا . ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا . ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا".

وللحديث بقية إن شاء الله.