الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 14 ديسمبر 2021 - 10 جمادى الأولى 1443هـ

وقفات مع آيات (17) (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ ‌لَا ‌تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا) (موعظة الأسبوع)

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فقد قال الله -تعالى-: (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ ‌لَا ‌تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ . يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (المنافقون: 7-8).

موضوع الآية:

- بيان شديد عداوة المنافقين للمسلمين وتعاليم الإسلام، وذكر شيء من صفاتهم.

قصة نزول الآيات:

- قال ابن كثير -رحمه الله-: "وقد ذكر غير واحد مِن السَّلف أن هذا السياق كله نزل في عبد الله بن أبي بن سلول، كما سنورده قريبا إن شاء الله تعالى ... قال قتادة والسدي: أنزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي، وذلك أن غلاما من قرابته انطلق إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحدَّثه بحديث عنه وأمر شديد، فدعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإذا هو يحلف بالله ويتبرأ من ذلك، وأقبلت الأنصار على ذلك الغلام فلاموه وعزلوه، وأنزل الله فيه ما تسمعون، وقيل لعدو الله: لو أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجعل يلوي رأسه، أي: لستُ فاعلًا ... وقال ابن إسحاق في قصة بني المصطلق: فبينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقيم هناك اقتتل على الماء، جهجاه بن سعيد الغفاري وكان أجيرًا لعمر بن الخطاب، وسنان بن يزيد، فقال سنان: يا معشر الأنصار، وقال الجهجاه: يا معشر المهاجرين، وزيد بن أرقم ونفر من الأنصار عند عبد الله بن أبي، فلما سمعها قال: قد ثاورونا في بلادنا، والله ما مثلُنا وجلابيبَ قريش هذه إلا كما قال القائل: سمِّن كلبك يأكلك، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، ثم أقبل على مَن عنده مِن قومه، وقال: هذا ما صنعتم بأنفسكم! أحللتموهم بلادكم، وقاسمتموهم أموالكم، أما والله لو كففتم عنهم لتحولوا عنكم في بلادكم إلى غيرها، فسمعها زيد ابن أرقم -رضي الله عنه- فذهب بها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو غليم-، وعنده عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فأخبره الخبر، فقال عمر -رضي الله عنه-: يا رسول الله مر عباد بن بشر فليضرب عنقه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فكيف إذا تحدث الناس يا عمر أن محمدا يقتل أصحابه؟، لا، ولكن نادِ يا عمر: الرحيل.

فلما بلغ عبد الله بن أبي أن ذلك قد بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أتاه فاعتذر إليه، وحلف بالله ما قال، ما قال عليه زيد بن أرقم، وكان عند قومه بمكان، فقالوا: يا رسول الله، عسى أن يكون هذا الغلام أوهم، ولم يُثْبِت ما قال الرجل، وراح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُهجرًا في ساعة كان لا يروح فيها، فلقيه أسيد بن الحضير -رضي الله عنه-، فسلَّم عليه بتحية النبوة، ثم قال: والله لقد رحت في ساعة مبكرة ما كنت تروح فيها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أما بلغك ما قال صاحبك ابن أُبي؟ زعم أنه إذا قدم المدينة سيخرج الأعزُ منها الأذلَ، قال: فأنت يا رسول الله، العزيز وهو الذليل، ثم قال: ارفق به يا رسول الله، فوالله لقد جاء الله بك، وإنا لننظِمُ له الخرزَ لِنُتَوِّجَه، فإنه ليرى أن قد سلبته ملكًا، فسار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس حتى أمسوا وليلته حتى أصبحوا، وصدر يومه حتى اشتد الضحى، ثم نزل بالناس ليشغلهم عما كان من الحديث، فلم يأمن الناس أن وجدوا مس الأرض فناموا، ونزلت سورة المنافقين ... وروى الإمام أحمد عن زيد بن أرقم قال: كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة تبوك(1)، فقال عبد الله بن أُبي: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قال، فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، قال: فحلف عبد الله بن أبي أنه لم يكن شيء من ذلك، قال: فلامني قومي، وقالوا: ما أردتَ إلى هذا؟ قال: فانطلقتُ فنمتُ كئيبًا حزينًا، قال فأرسل إليَّ نبي الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إن الله قد أنزل عذرك وصدقك، قال: فنزلت هذه الآية: (هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ ‌لَا ‌تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ . يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) (المنافقون:7-8)" (انتهى من تفسير ابن كثير).

فوائد حول الآيات:

(1) المقصود بالنفاق وبيان أنواعه:

- قال ابن القيم -رحمه الله-: "أما النفاق: فالداء العضال الباطن الذي يكون الرجل ممتلئًا منه وهو لا يشعر، فإنه أمر خفي على الناس، وكثيرًا ما يخفى على مَن تلبس به، فيزعم أنه مصلح، وهو مفسد، وهو نوعان: أكبر وأصغر) (مدارج السالكين).

- فأما الأول منهما -وهو أخطر النوعين-: فهو نفاق الاعتقاد، الذي يخلِّد صاحبه في النار، بل يجعله في الدركات السفلى من النار، وذلك بأن يُظهر صاحبُه الإيمانَ وهو في الحقيقة على الكفر الباطن، وقد يقر بوجود الله ويؤمن به، ولكنه لا يرى متابعة الرسول -عليه السلام- وتصديقه فيما أخبر به.

- وعلى هذا النوع كان عبد الله بن أبي بن سلول وطغمته من المنافقين: قال الله -تعالى- فيهم: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (المنافقون: 2).

- وهم مع ذلك معصومو الدم والمال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ) (متفق عليه)، وقال منكرًا على أسامة بن زيد -رضي الله عنهما-: (أقَتَلْتَهُ بَعْدَ ما قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ... ) (متفق عليه).

- إلا إنهم كفار في الأخرة، متوعدون بأشد العذاب: قال الله -تعالى-:(إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) (النساء:140)، وقال: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) (النساء:145).

- ولا تجوز الصلاة عليهم لمَن تحقق عنده كفرهم، وقد قال -سبحانه- آمرًا نبيه -صلى الله عليه وسلم- ألا يصلي على أحدٍ مات منهم أبدًا، لما اطلعه على أسمائهم، وكفرهم: (‌وَلَا ‌تُصَلِّ ‌عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) (التوبة:84).

- وأما النوع الثاني من النفاق: فهو الذي لا يُخرِج الإنسانَ من الدِّين، ولكنه من أكبر الذنوب والمعاصي، وهو النفاق العملي.

- ومن أمثلته: الرياء، والكذب والغدر، وعدم الوفاء بالوعد: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- -: (آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا وعَدَ أخْلَفَ، وإذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) (متفق عليه).

- فاحذروا النفاق والمنافقين وخداعهم، واحذروا التخلق بأخلاقهم فإنه خطر عظيم وجر إلى الكفر والخسران والبوار.

(2) شدة عداوة المنافقين للإسلام والمسلمين:

- للمسلمين أعداء كثر، ولكن المنافقين أشدهم وأخطرهم: قال -تعالى-: (‌هُمُ ‌الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (المنافقون:4).

- سبب اختصاصهم بأشد العداوة للمسلمين من وجوه:

1- حرب الكفار علينا أيام، وحرب المنافقين على الدوام؛ لأنهم يعيشون بيننا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنهم: (هُمْ مِن جِلْدَتِنَا، ويَتَكَلَّمُونَ بأَلْسِنَتِنَا) (متفق عليه).

2- حرب الكفار علينا معلنَة، فيتحفز المسلم ويأخذ حذره، وحرب المنافقين في الغالب مستترة، وهي أشر.

3- الكفار لا يطلعون على عوراتنا ونقاط ضعفنا، بخلاف المنافقين.

4- وأعظم ذلك كثرة حديث القرآن عنهم؛ تحذيرًا من شرهم، وعظيم خطرهم:

- سورة التوبة (129) آية، منها: 100 آية تتحدث عن صفات المنافقين؛ ولذا سُمِّيت الفاضحة، وافتتحت سورة البقرة في صدر المصحف بالكلام عن أصناف العالم الثلاثة في نحو عشرين آية، فكان نصيب المؤمنين أربع آيات، والكافرين آيتين، والمنافقين ثلاثة عشر آية! 43 آية من الآيات الطوال في القرآن تتحدث عن المنافقين! 17 سورة مدنية من 30 تتحدث عن المنافقين! (مدارك السالكين لابن القيم).

وقفة مهمة:

- كل ذلك وهم يومئذٍ ثلاثة في الألف في مجتمع المسلمين، قال كعب بن مالك في قصة تخلفه في غزوة تبوك: "وكانوا بضع وثمانين رجلًا"؛ فكيف وقد صاروا كثرة في مجتمعات المسلمين بعد ذلك؟! سمع حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- رجلًا يقول: "اللهم أهلك المنافقين، فقال: يا ابن أخي، لو هلك المنافقون لاستوحشتم في طرقكم مِن قلة السالك" (مدارج السالكين لابن القيم)، وقال -رضي الله عنه: "الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ فِيكُمُ الْيَوْمَ شَرٌّ مِنَ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقُلْنَا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَكَيْفَ ذَاكَ؟! قَالَ: إِنَّ أُولَئِكَ كَانُوا يُسِرُّونَ نِفَاقَهُمْ، وَإِنَّ هَؤُلَاءِ يُعْلِنُونَ"، وقال مالك -رحمه الله-: "النفاق في زمان النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الزندقة في زماننا" (مدارج السالكين لابن القيم).

(3) من أبرز صفات المنافقين:

أ‌- قلوبهم ممتلئة بالشبهات والشكوك التي أهلكتهم: قال -تعالى-: (‌فِي ‌قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ) (البقرة:10)، (أمثلة عصرية: الهجوم على ثوابت الدين: كالحدود، والمواريث، وفتنة القبر، ونحو ذلك)(2).

ب‌- يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف: قال -تعالى-: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُون بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (التوبة:67)، (أمثلة عصرية: منع الحجاب أو النقاب مع إباحة العري! - دعاء الركوب في الطائرة عندهم عنصرية، والموسيقى تحضر وحرية! - سماع القرآن أثناء العمل عندهم منكر! وسماع الموسيقى عندهم معروف! - المناداة بمنع مادة الدِّين مِن الدراسة!).

ت‌- يبغضون التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ‌تَعَالَوْا ‌إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا) (النساء:61) (أمثلة عصرية: قول بعضهم الشريعة رجعية - لا تدخِلوا الدِّين في حياتنا).

(4) وضوح قضية الولاء والبراء عند الصحابة -رضي الله عنهم-:

- قال ابن كثير -رحمه الله- بعد الآية: "وقال محمد بن إسحاق: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة: أن عبد الله بن عبد الله بن أبي، لما بلغه ما كان من أمر أبيه أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبي فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلًا فمرني به، فأنا أحمل إليك رأسه، فوالله لقد علمتِ الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني، إني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس، فأقتله، فأقتل مؤمنًا بكافر فأدخل النار، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا. وذكر عكرمة: أن الناس لما قفلوا راجعين إلى المدينة وقف عبد الله بن عبد الله هذا على باب المدينة واستل سيفه، فجعل الناس يمرون عليه، فلما جاء أبوه عبد الله بن أبي قال له ابنه: وراءك، فقال: ما لك؟! ويلك! فقال: والله لا تجوز من ههنا حتى يأذن لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإنه العزيز وأنت الذليل، فلما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- -وكان إنما يسير ساقة- فشكا إليه عبد الله بن أبي ابنه، فقال ابنه عبد الله: والله يا رسول الله لا يدخلها حتى تأذن له، فأذن له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: أما إذا أَذِن لك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجز الآن. وقال الحميدي في مسنده: قال عبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول لأبيه: والله لا تدخل المدينة أبدًا حتى تقول: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأعز وأنا الأذل" (انتهى من تفسير ابن كثير).

- علِّموا واعتقدوا مِن غير شك، حرمة موالاة الكافرين ونصرتهم، ولو كانوا من أقرب الناس إليهم نسبًا: قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا ‌عَدُوِّي ‌وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) (الممتحنة:1).

نسأل الله -تعالى- أن يخلِّص البلاد والعباد من شرور المنافقين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قال الحافظ في الفتح: "والذي عليه أهل المغازي، أنها غزوة بني المصطلق، ويؤيده حديث جابر".

قلتُ: "ومما يؤيد ذلك أيضًا: أن المنافقين لم يخرجوا في تبوك، وقعدوا ونزلت فيهم سورة التوبة، تفضحهم بالقعود".

(2) فيتهمون كلَّ مَن يتمسك بالدِّين بالرجعية والتخلف، والجمود العقلي!