السؤال:
1- سألني شخص غير مسلم عن أسباب تعدد زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟ وقال لي: لماذا يحرم على المسلمين الزيادة على أربعة نساء في حين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد تزوج أكثر من ذلك العدد؟
2- وسألني: كيف تزوج الرسول السيدة عائشة وهي كانت صغيرة عندها تسع سنوات، وهذا يمكن أن يسبب مشاكل طبية للفتاة على حسب كلام الأطباء اليوم؟ أرجو الجواب عن ذلك، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فزيجات الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- عامتها لتحقيق مصالح دينية؛ فأول زوجاته: خديجة -رضي الله عنها- كانت تكبره بخمسة عشر عامًا.
والثانية: سودة بنت زمعة -رضي الله عنها- كانت أيضًا كبيرة، وكان -صلى الله عليه وسلم- يتألف القبائل بالإسلام بالزواج منهم، كزواجه من جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها-، فأسلم عامة قومها بعد زواجه بها.
وأراد تأليف يهود بزواجه مِن صفية -رضي الله عنها-، وكانت ملك يمين له، كان يمكن أن يبقيها ملك يمين.
وحبيبة بنت أبي سفيان -رضي الله عنها- كان في زواجه -صلى الله عليه وسلم- منها تأليف أبيها وأخيها معاوية -رضي الله عنهما-.
2- أما عائشة -رضي الله عنه- فقد أتاه بها جبريل -عليه السلام- في المنام في قطعة حرير، وقال له: هذه امرأتك، فعن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، جَاءَنِي بِكِ الْمَلَكُ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَكْشِفُ عَنْ وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ، يُمْضِهِ) (متفق عليه)، فهذا الزواج كان بأمر الله -تبارك وتعالى-.
وابنة تسع سنين في العرب كانت تكون بالغة أو أوشكت، وعمومًا لا يمكن وطء صغيرة يضرها الوطء، بل لا بد أن تكون مطيقة، وهي كانت كذلك لم تتضرر، فلا يُتَوَهَّم ضررًا لم تشتكِ منه ما حيت، وعاشت معه أسعد حياة.
وليس في زواج غيره -صلى الله عليه وسلم- من المسلمين مثل هذه المصالح.
وفي التوراة أن داود -عليه السلام- كان له 99 امرأة، وسعى في المائة حتى كملها بامرأة أوريا عندهم، مع أن داود -عليه السلام- عندهم نبي مرسل.