الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 25 سبتمبر 2007 - 13 رمضان 1428هـ

هل الانتحار بسبب هموم الدنيا انتقال إلى رحمة الله؟

السؤال:

عندما يفعل الإنسان المعاصي ويترتب عليها ضرر الآخرين، يأتي عليه يوم يتوب لله، لكن الناس لا ترحمه ويكون مهددًا بأسرته، وقتله، أو تغريبه، فهل يمكن أن يكون الحل الانتحار والانتقال إلى مَن يرحم؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذا ليس انتقال إلى الرحمة، بل هذا انتقال إلى غضب مَن يرحم، فإذا غضب الله عليه فمن يرحمه؟!

فالانتحار مِن أعظم الجرائم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهَا خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جهنَّمَ خَالِدا مخلَّداً فِيهَا أَبَدًا) (متفق عليه)، يريد أن يسبق قضاء الله، نعوذ بالله مِن ذلك.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ، فَجَزِعَ، فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ اللَّهُ -تَعَالَى-: بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ) (متفق عليه)، ولكن لو مات على التوحيد لا نكفـِّره وهو في المشيئة، والخطر العظيم أنه قد لا يموت على التوحيد، ومَن يضمن له أنه يموت على التوحيد؟! فالمشكلة أنه قد يموت متسخطـًا على قضاء الله، فهو في خطر عظيم؛ لأنه قد يفتنه الشيطان ساعة الموت مثل ما فتنه وقال له: اقتل نفسك؛ فهذا باب خطير لا بد أن يغلقه تمامًا.