الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 03 يوليه 2017 - 9 شوال 1438هـ

هل قراءة الفاتحة بعد فراغ الإمام منها وليس معه مما لا يسوغ فيه الخلاف؟!

السؤال:

سبق وراسلتكم بخصوص طلب فتوى من د."ياسر برهامي" بشأن الفصل في مسألة قراءة الفاتحة مع الإمام في نفس الوقت في الصلاة الجهرية، والمسألة هي أننا في منطقتنا نقرأ الفاتحة مع الإمام في نفس الوقت أخذًا بفتوى د."ياسر"؛ إلا أنه تصادفنا مشكلة تنحصر في الآتي:

1- لو جاء مسبوق أثناء قراءة الإمام الفاتحة، وأدرك جزءًا من الفاتحة، فهل يقرأ بعد الإمام ويخالف هذا المذهب في هذه الحالة؟ أم لا يقرأ معه ويأتي بركعة جديدة؟ أم يبدأ معه فيما لحقه من قراءة؟ وكيف هذا؟ أم ماذا يفعل؟

2- أيضًا حصل الاختلاف بيننا فيما إذا ابتدأ المأموم القراءة مع الإمام في الفاتحة، وكان معه منذ البداية ثم عطس مثلاً أو أصابته سعلة أو غير هذا مما جعل بعض الفاتحة تفوته، فكيف يستكمل الفاتحة التي أنهاها الإمام أو اقترب من نهايتها، وكيف يكون متابعًا بالقراءة مع الإمام؟ أم يخالف هذا المذهب؟ أم ماذا؟

3- نريد معرفة إذا لم يتمكن المأموم من القراءة مع الإمام، فهل هذا يبطل الصلاة أم لا؟ وإذا لم يكن يبطل الصلاة فلماذا نأخذ بهذا المذهب ونترك غيره إذ الكل سواء في هذه الحالة؟ أفيدونا يرحمكم الله؛ لأن الناس عندنا وصلوا إلى مرحلة شاقة من الاختلاف، ولا يتحمل بعضهم بعضًا، وقد يدخل أحدهم الصلاة ثم يعيدها لهذا السبب! والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالمسبوق الذي أدرك الإمام وهو يقرأ الفاتحة وقد فاته شيء منها يقرأها بعد انتهاء الإمام منها، وليس مذهبنا في ذلك على سبيل التحتم الذي لا يصح غيره -أعني القراءة أثناء قراءة الإمام للفاتحة-، بل إذا أدرك الإمام قائمًا على كل حال قرأ الفاتحة وأدرك الركعة.

2- يقرأ المأموم الفاتحة متصلة على أي حال ولو اختلف مع الإمام في قراءته لها أو السورة، وهذا ليس مخالفة للمذهب، بل عدم فهم صحيح له.

3- لا بد من القراءة خلف الإمام -كما سبق- سواء معه "وهو أفضل؛ لأنه يعين على التدبر"، أو بعده؛ لأن ذلك هو المقدور عليه.

ثم لا يجوز أن تكون هذه المسألة مسألة شقاق ونزاع لا يُحتمل! بل هي مِن أصلها من الخلاف السائغ الذي لا يفسد للود قضية كما كان الصحابة والسلف -رضي الله عنهم-.