الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الجمعة 24 مارس 2017 - 25 جمادى الثانية 1438هـ

هل استجابة الدعاء والعطاء أو المنع دليل على محبة الله للعبد أو بغضه له؟!

السؤال:

1- ما وجه الجمع بيْن قول الله -تعالى-: (فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ . وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ . كَلا... ) (الفجر:15-17)، حيث إن هذه الآيات تدل على أن العطاء ليس بدليلٍ على محبة الله وكرامته، وكذلك المنع ليس بدليل على إهانة العبد، وبيْن الآيات التي امتن الله فيها على الأنبياء والرسل بعطائه وفضله، وأن هذا مِن محبته لهم، وكذلك ما أمر الله به العبد مِن التقوى حتى ينزل عليه مِن فضله؟

2- هل إذا استجاب الله للعبد إذا دعا ربه يكون هذا دليلاً على محبة الله للعبد ورضاه عنه، وإن لم يستجب يكون هذا؛ لأنه لا يحب هذا العبد؟

3- ما معنى دعاء: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) (القصص:24)؟ وهل يستقل الإنسان الخير الذي أعطاه الله له؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالعطاء الذي يعين على الطاعة ويُستعمل في العبادة مِنَّة مِن الله وفضل، أما العطاء الذي يؤدي إلى المعصية والانشغال بالدنيا؛ فهو بلاء.

2- علامة رضا الله أن يجعل ما يطلبه العبد في طاعته ومرضاته، ولا يلزم مِن إجابة الدعاء الرضا؛ لأنه ربما أدى إلى فتنة العبد.

3- الافتقار إلى الله في كل حالٍ ليس استقلالاً للخير الذي أعطاه الله العبد، وموسى -عليه السلام- كان جائعًا بلا مأوى، ولا أهل، ولا مال، ولا عمل؛ فإلى مَن يلجأ غير الله في هذه الضرورات؟! فكن مثله.