الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 12 أكتوبر 2016 - 11 محرم 1438هـ

كيف يكون الثبات على الالتزام مع السخرية والاستهزاء من بعض المقربين؟

السؤال:  

أنا أريد أن أتغير وألتزم، لكن كل مَن حولي يسببون لي الإحباط في كل خطوة أخطوها، فمثلاً كنت أحب أن أطيل في صلاتي، لكن مَن يراني يقول لي: لمَ تطيلين صلاتك وكأنك تصلين التراويح؟! وفي كل مرة يعاد نفس الكلام حتى صرت لا أحب الإطالة في الصلاة، وأسرع لكي أنتهي ولا يراني أحد.

وأيضًا إذا قرأت كتبًا دينية يقولون لي: لماذا تقرئين ما لا يفيدك، اقرئي أشياءً أخرى تفيدك في دراستك ومستقبلك! وإذا تكلمت لأهل البيت وحكيت لهم عن أشياء أخروية مِن أحداث الجنة والنار، يقولون لي: لا تهتمي بهذه الأشياء، واهتمي فقط بدراستك؛ لأنها هي التي ستفيدك! وكثير مِن الأشياء تحصل لي وتسبب لي الإحباط، وإذا كنت أقوم بعبادة ما على أحسن وجه ولقيت السخرية ممن حولي انتكست ولم أعد أريد القيام بهذه العبادة، وأنا أريد أن أجعل أكبر همي الآخرة، لكن مَن حولي همهم الدنيا فقط فماذا أفعل؟ ولا يوجد مَن يشجعني أو يساندني فيما أفعل، فماذا أفعل لكي أَثبتُ، وأعلم أن الله هو الذي يثبت العباد، وكيف أبقى وأعلم أني في الطريق الصحيح وأثبت فيه؟ أرجوكم انصحوني، وبارك الله فيكم.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فينبغي لكِ أن تزدادي إصرارًا على الطاعة كلما وجدتِ نفسك غريبة عمن حولك ممن لا إرادة لهم إلا الدنيا، فطوبي لكِ إذا كنتِ مِن الغرباء كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ) (رواه مسلم)، واجتهدي أن تعبدي الله بعيدًا عن أعين هؤلاء الجهال.

والسخرية التي يسخرون منكِ زيادة في أجرك، وتذكري أن العامل في أيام الفتن له أجر خمسين مِن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامًا الصَّبْرُ فِيهِنَّ مِثْلُ الْقَبْضِ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِنَّ يَوْمَئِذٍ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِكُمْ), فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ, أَجْرُ خَمْسِينَ رَجُلًا مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: (بَلْ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

فاستعيني بالله واصبري.