الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 29 سبتمبر 2016 - 28 ذو الحجة 1437هـ

حول حديث: (أخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ)

السؤال:

1- في الحديث الشريف عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَشْكُو جَارَهُ، فَقَالَ: (اذْهَبْ فَاصْبِرْ) فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ: (انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ) فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ: فَعَلَ اللَّهُ بِهِ، وَفَعَلَ، وَفَعَلَ، فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ: ارْجِعْ لَا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ! (رواه أبو داود، وقال الألباني: حسن صحيح). فهل بناءً على هذا الحديث يجوز لعن المسلم حيث جاء فيه أن الناس لعنوا المسلم الظالم المؤذي لجاره؟ وهل هذا يعد مستثنى مِن الغيبة المحرمة؟

2- أليس الصحابي تسبب بهذا في فضيحة هذا الجار وانشغال الناس بالدعاء عليه؟

3- كيف يسكت النبي -صلى الله عليه وسلم- على لعن الناس للرجل مع أنهم أخذوا خبر الجار المظلوم وحده، ولم يتأكدوا مِن أنه مظلوم بالفعل ؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالمسلمون في الحديث لَعنوا الظالم المؤذي، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن شارب الخمر -الذي أخبر بلعن جنسه-: (لاَ تَلْعَنُوهُ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) (رواه البخاري).

2- وماذا يصنع المظلوم؟! وقد قال الله -تعالى-: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) (النساء:148).

3- الأصل في الصحابة العدالة، ومَن فعل ما أمره به النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو العدل المقبول الخبر.