الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 11 أغسطس 2016 - 8 ذو القعدة 1437هـ

تعليق د."ياسر برهامي" على تكفير بعض الإخوان للدكتور "أحمد زويل" -رحمه الله-

السؤال:

رأيتُ مقطع فيديو للإخواني "وجدي غنيم" يكفـِّر فيه العالم المصري الكبير الدكتور "أحمد زويل"؛ لأنه زار اليهود المحتلين لفلسطين والذين يقتلون المسلمين هناك، وقال إن "أحمد زويل" فعل ذلك باسم أن العلم ليس له بلاد أو حدود، فخرج مِن الإسلام ووقع في الكفر! فما مدى أحقيه هذا الكلام؟ وهل أنتم أيضًا تكفـِّرون "أحمد زويل"؟ وهل كل مسلم سافر إلى إسرائيل بتأشيرة منهم أو زار "القدس" يكون كافرًا؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذا الكلام منكَرٌ مِن جاهلٍ مبتدعٍ ضال، يظن نفسه على علم، وواضح أنه لا يفرِّق بيْن معاني الموالاة وغيرها، ثم لا يفرِّق بيْن ما هو موالاة كفرية وموالاة محرمة! ولو كانت زيارة الكفار الذين يقتلون المسلمين موجبة للكفر على أي حال؛ لكان عليه أن يكفـِّر "أردوغان"؛ لأنه زار "روسيا" وجلس مع "بوتين"، بل كان عليه أن يكفـِّر د."مرسي"؛ لأنه أيضًا زار "روسيا" وجلس مع "بوتين" وقتل الروس للمسلمين أكثر مِن قتل اليهود، ونحن لا نكفـِّر "زويل" ولا غيره مِن المسلمين؛ إلا أن يأتي كفرًا بواحًا عندنا فيه مِن الله برهان، ثم لا بد بعد ذلك مِن استيفاء الشروط، وانتفاء الموانع.

وزيارة إسرائيل بتأشيرة مِن اليهود "وإن كنا نرفضها تمامًا، ونرفض صور التطبيع معهم"؛ إلا أن ذلك ليس كفرًا، وقد اعتمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ودخل مكة بعهدٍ مع المشركين، وكانت مكة لا تزال تحت سلطان المشركين عُبَّاد الأوثان، ولم يزل أصحابه يزورون مكة ويدخلونها بالأمان مِن المشركين كما دخلها عثمان -رضي الله عنه- قبْل الحديبية؛ ليبلغ رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه إنما جاء معتمرًا، ولم يأتِ محاربًا.

وهناك أدلة غير ذلك كثيرة تدل على عدم كفر -وأحيانًا عدم إثم- مَن يدخل بلاد الكفار ولو كانوا محتلين لبلاد المسلمين، لكن دون إقرار بباطلهم وظلمهم أو الرضا به، أو الموافقة على كفرهم أو حقهم "المزعوم!" في بلاد الإسلام.