الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الجمعة 25 مارس 2016 - 16 جمادى الثانية 1437هـ

هل يُدْعى للصغير والسقط في صلاة الجنازة؟

السؤال:

هل يدعى للطفل الصغير إذا صلينا صلاة الجنازة عليه، وكذلك السقط الذي نزل بعد 5 أشهر أو ولد حيًّا وعاش يومين فقط؟ لأنه يوجد حديثان صحيحان بينهما تعارض؛ فالحديث الأول فيه: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا. اللَّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإِسْلامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإِيمَانِ، اللَّهُمَّ لا تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلا تَفْتِنَّا بَعْدَهُ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، والحديث الثاني فيه: (السِّقْطُ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُدْعَى لِوَالِدَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني).

فما الجمع بين الحديثين حيث إن الحديث الأول فيه الدعاء للصغير نفسه، والحديث الثاني فيه الدعاء لوالديه فقط وإن كان سقطًا؟ وهناك من يقول: ندعو لوالديه فقط؛ لأنه لم يرتكب ذنوبًا ولم يجرِ عليه القلم، وهناك مَن يقول: بل ندعو له بالرحمة والمغفرة للحديث الأول: (وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا). فما الجواب؟ وجزكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلا تعارض؛ لأن الدعاء له ولوالديه، والدعاء له يرفع قدره ومنزلته عند الله -تعالى- وإن لم يعمل إثمًا، لكنه أيضًا لم يعمل خيرًا؛ فالدعاء يرفعه لمنزلة والديه، ولمنزلة مَن عمل الخير.