الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الجمعة 16 يونيو 2006 - 20 جمادى الأولى 1427هـ

استثمار الإجازة الصيفية

كتبه/ سعيد محمود

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمِن باب التعاون على البر والتقوى مع إخوتنا الخطباء نقدِّم لهم بعض الأفكار لطرح موضوع الاستفادة مِن الإجازة الصيفية.

فإن اهتمام الآباء والأبناء والمعلِّمين بالدراسة الدنيوية يطغى على الاهتمام بأمر الآخرة مما ينقدح في نفوس الأطفال فضلاً عن الكبار، ويمكن للطفل أن يلمس بسهولة الفارق بيْن فرح الأب عندما يحصل على درجات التفوق في العلوم الدنيوية وبين فرحه عندما يحفظ جزءًا مِن القرآن! كما يمكن أن يدرك الفرق بيْن القيمة المادية للهدية التي يحصل عليها والتي تعكس القيمة المعنوية للشيء.

فلماذا نهتم بالدنيا أكثر مِن الآخرة؟ وما هو العلاج؟ وكيف يمكن أن نصحح هذا أثناء الدراسة؟

وكيف يمكن أن نمارس درجة تصحيح أعلى أثناء الإجازة الصيفية؟ (راجع مقال: هل تكون الإجازة الصيفية فرصة لتصحيح الأوضاع؟).

أفكار خطب عن استثمار الإجازة الصيفية:

- الوقت هو رأس مال المسلم في هذه الحياة والذي يتجر فيه، وتجارته أشبه بتجارة "الهدف" مِن جهة أنه ينفق ما معه في هذه الدار، ويريد أن يحصل على شيء نافع في الدار التي هو مقبل عليها، ومِن الناس مَن يستبدل ما معه بشيء نافع -الحسنات-، ومنهم مَن يستبدله بشيء ضار -السيئات-، ومنهم مَن ينفقه بلا مقابل، وهو نوع مِن الخسارة!

- وهذه التجارة تشبه مِن جهة أخرى "بائع الثلج" الذي ليس عنده وسيلة لحفظه فهو لا يستطيع أن يتخذ قرارًا بتأجيل البيع، بل لابد وأن يبيع شاء أم أبى، فبائع الثلج إن لم يبع ما عنده "يذوب رأس ماله".

والإجازة الصيفية فيها فراغ مِن المشاغل أكثر؛ ولذا فالفرصة في اغتنامها أكبر.

- يوجد عددٌ مِن النصوص الجامعة في هذا الباب يمكن أن تعتبرَ تفسيرَ أو شرح أحدها هو المدخل الرئيسي للموضوع، مع ذكر الباقي في ثنايا الكلام، مثل:

- سورة العصر: (وَالْعَصْرِ . إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).

- حديث: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ، وَالْفَرَاغُ) (رواه البخاري).

- حديث: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قبْلَ خَمْسٍ: حَياتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وفَراغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وشَبابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وغِناكَ قَبْلَ فَقْرِكَ) (رواه البيهقي والحاكم، وصححه الألباني).