الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 08 أكتوبر 2013 - 3 ذو الحجة 1434هـ

المخرج من الأزمة والفتنة الحالية

السؤال:

أنا لستُ مع السيسي، ولا مع الإخوان، ولا مع الداخلية، ولا مع الإعلام، ولستُ متعصبًا لأي أحد، وأرى أن هذه الأطراف كلها لا تريد إلا مصالحها ولا علاقة لها بمصالح البلاد أو الناس من قريب ولا من بعيد، فكل هؤلاء لا يعرفون إلا العناد والتكبر! وفي كل يوم أصبح من المعتاد أن نسمع في بلادنا عن تفجيرات وقتل، وضحايا في المظاهرات من الرجال والنساء والأطفال؛ غير التخريب والبلطجة، والعنف والمشاجرات... ففاض بنا الكيل.

وباعتبارك أحد الشيوخ المعدودين المتفردين الذين نتابع مقالاتهم وتصريحاتهم دومًا على الإنترنت والمواقع الإخبارية وغيرها، ونقرأ تعليقاتك ونتابع موقعك، أريد أن أسألك:

1- ما الحل مع الإخوان؟ وكيف ترى علاج هذه الأزمة؟ وهل يمنع الشرع من قتل الإخوان وإبادتهم -لأننا لا نستطيع إبادة الجيش والداخلية- حتى تستقر بلادنا وحياتنا بدلاً من هذا الدمار، وهذه المظاهرات والفتن المتتابعة؟

2- ما الحل مع الجيش والداخلية الذين لا يعرفون الحق ولا يريدونه، ولا يعرفون إلا الرصاص والدماء؟ وما المخرج مما نحن وبلادنا فيه الآن من شر وفتن؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالمخرج والحل -كما صرَّحنا به مرات- هو: "الحوار من أجل المصالحة"، وهل تظن أن إبادة الإخوان -كما تزعم- ستؤدي إلى استقرار البلاد؟!

وهل يَحِلُّ في شرع أو قانون أن يُباد أقوام ويقتلوا بالألوف -كما تريد-؛ لأجل أنهم يخالفون الحاكم، ويتظاهرون ضده؟!

نحن ننهاهم عن هذه المظاهرات ومحاولات إسقاط البلاد اقتصاديًّا، ولكن قتلهم وإبادتهم سيزيد الأزمة لا يحلها!

2- الحل دائمًا مع "الجيش - والشرطة - والإخوان" هو: النصح الأمين الصادق، ونشر روح التآلف وعدم التباغض، ونشر التراحم بين الناس: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (البلد:17)، والتأكيد على تعظيم حرمات المسلمين والمعاهَدين، ورعاية المصالح والمفاسد، ووزن الأمور بميزان الشريعة.

وأما الأشخاص: فلا أجد أحسن مِن قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا) (رواه الترمذي والبيهقي، وصححه الألباني)، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إياكمْ والغُلُوَّ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني)؛ فليس هناك شخص كله خير أو كله شر طالما كان ينطق الشهادتين، ولم يخرج مِن الملة.