الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 03 يوليه 2013 - 24 شعبان 1434هـ

اتهام متبعي أهل العلم في النوازل والمسائل الاجتهادية بالتقليد والغلو في الشيوخ

السؤال:

1- بعض الإخوة يسخرون منا ويتهموننا بالتقليد والغلو في الشيوخ؛ لأننا نتبع قرارات "الدعوة السلفية" حيث ارتضينا أن يكون العلماء من الدعوة السلفية المباركة قدوتنا، لكن هم يظنون أننا يجب أن نكون مستقلين برأينا ولا نتبع أحدًا من العلماء المعاصرين، وينكرون علينا حبنا لعلماء كيان الدعوة السلفية فهل هذا الأمر فيه مغالاة بالفعل أم هذا هو الموقف الصحيح خصوصًا في زمن الفتن؟

وهل يحق لكل أحد من الناس أن يكون له رأي أو رؤية أو وجهة نظر ويقول هذه رؤيتي وهذا اجتهادي كما يقول بعض الإخوة دون أن يتقيد بالعلماء والمشايخ؟ وإذا كان هذا صحيحًا ألا يكون متعارضًا مع كلام السلف الكثير في اتباع العلماء ولزوم قولهم، وأن الرجل أن يكون ذَنبًا في الحق أفضل من أن يكون رأسًا في الباطل؟

2- بصرف النظر عن قضية المصالح والمفاسد، ما مشروعية حركة مثل حركة تمرد؟ وما مشروعية عزل الرئيس بمثل هذه الطرق؟ وما الموقف من ملايين المصريين الذين يرون خلع الرئيس؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فاتباع أهل العلم والدعوة في الأمور الاجتهادية هو الذي أمر الله به، وليس هذا غلوًّا؛ وإلا فالذين يتهمونكم ويسخرون منكم مَن يتبعون؟

ولو أن كل إنسان اتبع رأيه وهواه فهل يمكن أن يكون لأهل السنة كيان مؤثر بهذه الطريقة؟!

والاستقلال المزعوم بهذه الطريقة التي تهدم الكيان فلا يبقى إلا كيانات أهل البدع والضلال تتحكم في المشهد ينافي قول الله -سبحانه وتعالى-: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) (الشورى:38)، والغلو المحرم هو الاتباع في الباطل مع العلم به، وتحليل الحرام، وتحريم الحلال.

2- لا يمكن إغفال قضية المصالح والمفاسد في هذه المسألة أو غيرها؛ لأنها أصل المسألة، ولا شك أن الأصل هو عدم خلع الرئيس؛ إلا إذا زادت مفسدة بقائه على مفسدة خلعه.