حول حملات التشويه للعلماء والدعاة إلى الله في الإعلام المسمى بالإسلامي
السؤال:
بعد هذه الحروب الطاحنة والمؤامرات المشينة التي تورط فيها الإعلام المسمى بالإسلامي من ترويج الدسائس والزور والكذب على الدعوة السلفية وحزب النور عامة وعلى الأخ "نادر بكار وفضيلتك خاصة"، حتى قناة الناس الآن صارت تسير على خطى قناة الحافظ وأصبح سب الدعوة السلفية وحزب النور من المقررات فيها وعلى ألسنة شيوخ ودعاة إلى الله بدلاً من أن يعلِّموا الناس ويدعوا إلى الله إذا بهم ينشغلون بالسب والشتم والافتراء، وصار خالد عبد الله هو الآخر كما اتضح من طريقته وأسلوبه في الحوار عن الدعوة السلفية وحزب النور يحكي كل ما يمكن أن يسيء إليهما، فبعد كل هذا أرى أنه لابد من طرح هذه الأسئلة:
1- هل نحن لدينا بالفعل إعلام إسلامي يمثِّل الإسلام بصورة صحيحة؟ وإن كان لا يوجد فمتى سيوجد لدينا الإعلام الإسلامي؟
2- كنا في الماضي -كما تعلمنا من حضرتك- نوصى الناس وآباءنا وأمهاتنا وأخواتنا بالسماع للقنوات المذكورة التي تأخذ شاشتها للجنة! والآن لا نرى في هذه الفضائيات إلا خدمة الرؤية الإخوانية التي تقود البلاد للغرق والهاوية، وأنا وإن كنت أخشى على أمي وأبي من مشاهدة الأفلام والمسلسلات فأنا الآن أخشى عليهم من كراهية أهل العلم والدين وفقد الثقة بالمشروع الإسلامي ومن يدعو إليه بسبب متابعة القنوات المسماة بالإسلامية. فبماذا ننصح الناس؟
3- هل يجوز أصلاً أن تنهج الفضائيات الإسلامية نهج القنوات الليبرالية مِن عَرض كل ما يقع تحت يدها مما يتعلق بأعراض الناس وأخبارهم ولو باسم المعاملة بالمثل أو توعية الناس وتحذيرهم؟ ثبتك الله شيخنا، وجزاك الله عنا خير الجزاء.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
1- فأنا أقول إننا إلى الآن لا نستطيع القول بأن لدينا إعلامًا إسلاميًّا، وإيجاده يحتاج لجهد كبير حتى نتمكن من توصيل صورة صحيحة للإسلام؛ دعويًّا واجتماعيًّا، وسياسيًّا وعلميًّا لكل طبقات المجتمع.
2- ننصحهم بمشاهدة البرامج الدعوية فقط، والشيوخ الأفاضل الذين يقدمون المادة العلمية الدعوية مجردة، والتحذير من الرؤى السياسية المغلوطة التي تقدمها البرامج الأخرى التي لا يتثبت أصحابها من معلومة أو خبر، بل يسعون لنشر البهتان والكذب حتى يبلغ الآفاق في نفس الوقت الذي يضيقون فيه فرصة الرد على الأكاذيب والتشويه المتعمد!
3- قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات:6)، والحقيقة أن ما يحدث من سباب وطعن في الأعراض دون بينات "حتى ولو كان لأفجر الفجرة" يضر الدعوة ولا ينفعها.