الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 21 يناير 2012 - 27 صفر 1433هـ

معنى الاستثناء في قوله -تعالى-: (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ)

السؤال:

ما معنى الاستثناء في قوله -تعالى-: (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ) (هود:108)؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأرجح الأقوال أن هذا الاستثناء متعلق بعصاة الموحدين، فهم في نهاية مطافهم ومآلهم مِن السعداء من أهل الجنة، لكن بقيت مدة لم يكونوا في الجنة فيها، وهي المدة التي قبل دخولهم.

والقول الثاني: أن قوله: (إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ) يعني من المدة التي قضوها قبل أن يؤذن لهم في دخول الجنة، فمنهم من يكون في النار وهم عصاة الموحدين، ومنهم من لم يكن في النار، ولكن في العرصات.

وقول ثالث: (إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ) يعني من الخلود (مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ) (هود:108)، غير بقاء السماوات والأرض. (إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ) بعد ذلك، وهو قد شاء -عز وجل- أن يخلدوا كما قال: (خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ) (إبراهيم:23)، والدليل على أن نعيمهم لا ينقطع قوله -عز وجل-: (عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (هود:108) أي: غير منقطع.

وهناك أقوال أخرى ذكرها القرطبي في تفسيره، فمن شاء فليراجعها.