الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 15 يناير 2012 - 21 صفر 1433هـ

مسائل في الهبة والميراث

السؤال:

- والدي للأسف الشديد يمتنع عن إخراج زكاة ماله -وهذا منذ سنوات طويلة-، وقد أعطانا شققًا، ويريد أن يساعدني بالأجهزة لكي أتزوج بها، فهل يحرم علي أن أقبل ذلك؟ مع العلم أن كل شيء هو من مال أبي، وليس معنا عقود تمليك باسمنا ولا شيء، بل الشقق والبيت باسمه هو لا نحن.

- وهل إذا توفاه الله يلزم علي شيء في المسكن أو الأثاث؛ لأني سمعت أن الزكاة لا تسقط وتكون على الورثة؟

- نحن ولدين وبنتين، وأبي جعل لكل بنت شقة كالولد، وقد قرأت لكم أنه لابد من التسوية بين الولد والبنت في العطية، وقرأت أيضًا لكم أن الهبة لا تثبت إلا بعقود تمليك باسم كل واحد من الأبناء، حيث سُئلتم على موقع صوت السلف: "إذا مات الأب وترك بيتًا فيه عدة شقق كان قد أعطاها لكبار أبنائه الذين تزوجوا فيها، فهل تدخل في الميراث، أم لا؟". فأجبتم: "إذا لم يكن أعطاهم عقود تمليك بها فهي تدخل في الميراث". مع أن السائل قد ذكر أنهم تزوجوا في شققهم فعلاً.

والسؤال: الوالد يفعل ذلك بالنية التي نعلمها جميعًا منه بدليل أنه يريد تزويجنا في هذه الشقق والنفقة علينا جميعًا، وربما تكلم أحيانًا، وقال: كل شيء لكم. وإذا غضب قال: كل شيء ملكي أنا. فهل إذا توفاه الله تقسم التركة على أنها ميراث للذكر مثل حظ الأنثيين أم تأخذ كل بنت شقة كاملة أم ماذا؟ نسأل عن ذلك؛ لأننا نريد أن نعرف حكم الشرع ونلتزم به.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

- فلا حرج عليكم في السكنى في شقق والدك، فالزكاة في ذمته.

- إذا آل المال إليكم بالميراث، وهو لم يخرج في حياته ما وجب عليه؛ فعليكم إخراج الزكاة منه؛ لأنها دَيْن، ودَيْن الله أحق بالقضاء.

- كلام الوالد عند غضبه: "كل شيء ملكي أنا"، وعدم كتابته عقود تمليك دليل واضح على أنه لم يقصد بعد هبة هذه الشقق لأولاده، ومعنى قوله: "كل شيء لكم" يحتمل أنه يقصد به أنه سيؤول لكم في النهاية بالإرث، فإذا لم يهب لأولاده صراحة؛ فالمال باقٍ على ملكه، إذا مات قسم بالميراث للذكر مثل حظ الأنثيين.