الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 30 أبريل 2011 - 26 جمادى الأولى 1432هـ

الجمع بين أحاديث الدجال وقيام الساعة

السؤال:

هناك أربعة أحاديث صحيحة -في صحيح مسلم-، لكني لا أستطيع الجمع بينها، كلها تتحدث عن الساعة، كتاب الفتن وأشراط الساعة: عَنْ  حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ فَاطَّلَعَ إِلَيْنَا. فَقَالَ: (مَا تَذْكُرُونَ؟). قُلْنَا: السَّاعَةَ. قَالَ: (إِنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الأَرْضِ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ).

- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (إِنَّ أَوَّلَ الآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا).

كتاب الإيمان: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ فَيَوْمَئِذٍ (لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا).

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ ذَلِكَ يَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.

هل معنى هذا أن وقت خروج الدجال ستكون الشمس قد طلعت مِن مغربها؟ وإذا كان هذا صحيح؛ فكيف يستعيذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون مِن الدجال ووقت خروجه سيكون الكل قد آمن والأعمال لم تعد تُكتَب؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

بل طلوع الشمس مِن مغربها بعد الدجال بلا شك، بل بعد عيسى -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه يضع الجزية أي لا يقبلها ولا يقبل إلا الإسلام؛ فكيف لا ينفع الإسلام الذي يقبله المسيح -صلى الله عليه وسلم-؟!

ومعنى حديث: (إِنَّ أَوَّلَ الآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا.. ): أي الآيات القريبة جدًا من الساعة فهي أولية نسبية أو أول الآيات التي لا يقبل الإيمان عندها؛ لأن الدابة أمرها كذلك في عدم قبول الإيمان والعمل.