الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 03 أغسطس 2010 - 22 شعبان 1431هـ

ضوابط هامة تتعلق بقضية السحر والأعمال

السؤال:

عرضت عليَّ بعض الأسئلة المتعلقة بالسحر، فأريد إجابة من فضيلة الشيخ عليها، وهي:

1- لماذا احتاج النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى معاونة جبريل -عليه السلام- ورقيته في فك السحر، رغم أنه أقوى إيمانًا من جبريل -عليه السلام-؟ فهل هذا يعني أن المسحور يحتاج ولابد إلى معاونة غيره؟

2- نسمع كثيرًا أن من علامات سلامة الإنسان من السحر والمس ولبس الشيطان أنه يسمع الأذان بغير تغيُّر أو يستطيع قراءة القرآن؛ لأنه إن كان ملبوسًا فالشيطان لا يتحمل ذلك، وإنه إن كان مسحورًا أو ملبوسًا فهو لا يتمكن من ذلك؛ فيكون سماعه للقرآن أو صلاته دليل على سلامته، فهل هذا صحيح؟ وإن كان هذا صحيحًا فكيف نجمع بين هذا وبين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد سُحِر وهو كان يصلي ويسمع القرآن والأذان ولم يكن هذا مانعًا من السحر؟ أم هناك فرق في ذلك بين لبس الجن للإنس وبين أعمال السحر؟

3- هل بناء على ما سبق يكون من الخطإ أن نقول للناس: "الذي يصلي يكون محفوظًا من اللبس والسحر بدليل أن المشايخ لا تُرى فيهم حالات الصرع والسحر"؟ فهل هذا الكلام من خداع الناس؛ لأن البلاء قد ينزل حتى بالمؤمن وقد يُسحر أم ماذا؟

4- كيف يكون علاج المسحور إن لم يكن هناك وصول إلى مكان السحر واستخراجه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يُعافَ إلا بعد استخراج السحر؟ هل تكفي الأذكار وقراءة القرآن في ذلك أم يظل المسحور عليلاً إلى أن ييسر الله له مَن يستخرج له هذا السحر، ومعلوم أن الأذكار لا توصل إلى مكان السحر؟

5- هل هناك علامة يعرف الإنسان بها أنه معمول له سحر أو عمل "أعني الأعمال السحرية، وليس لبس الجن"؟

6- هل الحديث الوارد في عدم قتل "حيات البيوت" يُعمل به في زماننا هذا، ويلزم من رأى ثعبانًا في بيته أن يقول كلامًا ويُحرِّج عليه قبل المسارعة لقتله؟ وكيف يعيش مع حية سامة -إن لم تكن جنًا وهو على كل حال لا يعلم حقيقة الأمر- في مكان واحد هو وأطفاله وزوجته؟ أم أن هذا الخطاب كان في الماضي، والآن لا ضرر على من قتل ثعبانًا أو حية في بيته؟

7- هل الحديث الوارد في أكل سبع تمرات، وأن هذا يمنع من السحر؛ هل هو خاص بتمر العالية فقط، أم يتحصل هذا الأمر بأكل أي نوع من التمور أو العجوة؟

8- وأخيرًا: أرجو أن تصحح لي هذه العبارة: "قراءة القرآن لا تبين وجود عمل سحري من عدمه، والصلاة وقراءة القرآن علامة على عدم لبس الجن للإنسان؛ لأن الجن لا يحتمل سماع القرآن والأذان، لكنها ليست علامة على انتفاء الأعمال السحرية، فقد يصلي ويصوم ويذكر الله ولا يعلم أنه مسحور". هل هذا الكلام صحيح أم لا؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فجبريل -عليه السلام- أرسله الله -تعالى- للنبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، وهو مسبب الأسباب؛ لأنه معلم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقولك هذا مثل قول القائل: "لماذا احتاج النبي -صلى الله عليه وسلم- تعليم جبريل -عليه السلام- له الوحي وهو أفضل منه؟!"؛ فلا يدل ذلك على أن المسحور يحتاج ولابد لمعاونة غيره.

2- ليس بلازم أن كل من قدر على سماع الأذان وقراءة القرآن يكون سالمًا من السحر واللبس؛ فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- مسحورًا ولم يترك صلاة ولا قراءة القرآن، ولكن كان السحر متعلقًا بأمر دنيوي؛ هو أمر النساء، ونحذر مع ذلك من ادعاء الإصابة بالسحر واللبس لمجرد بعض الأعراض البسيطة التي تحدث لأي إنسان كمرض، وكثرة نسبة الأمور إلى الجن من حال أهل الجاهلية.

3- الأغلب الأعم أن المحافظ على الصلوات والأذكار يكون محفوظًا، ولو أصابه شيء من ذلك لم يضره في دينه، ولا يلزم من ذلك أنه لا يمكن أن يصيبهم هذا البلاء؛ بل هو ممكن، فليس الكلام بهذا الأغلب تلبيسًا على الناس؛ بل تثبيتًا لهم بدلاً من إرعابهم بالجن.

4- استخراج السحر ليس ضروريًا، وتكفي الرقى والأذكار، وكون هذا حصل للنبي -صلى الله عليه وسلم- لا يعنى أنه لا يُشفى الإنسان إلا به، ثم ليس في الحديث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يُشفَ إلا بعد الاستخراج؛ بل قد قال: (أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا) (متفق عليه)، ثم ذهب ليستطلع المكان، وليس أن الشفاء قد توقف على ذلك.

5- لا أعلم علامات يقينية لذلك؛ إلا اعتراف الساحر بعمل السحر مع اضطراب حال المسحور.

6- كثير من العلماء يقولون: هذه الأحاديث خاصة بالمدينة؛ لوجود جن أسلموا، والأظهر العموم، يحرج عليها ثلاثًا، ولا يَلزم البقاء في المكان؛ فإذا ظهر بعد التحريج قتله.

7- الحديث الوارد في تمر المدينة.

8- العبارة صحيحة؛ إلا في القول بأن القراءة علامة على عدم اللبس.