الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 14 مارس 2010 - 28 ربيع الأول 1431هـ

هل يُكتفى بالرقية لحل السحر أم يشرع فك العمل نفسه

السؤال:

اعترفت زوجة أب لابنة زوجها أنها تقوم بعمل أعمال لأبيها لكي يسير على هواها، وبالفعل يتصرف هذا الأب وكأن لديه انفصامًا، ومعلوم لدى جميع أفراد الأسرة أن هذه المرأة تحلف باليمين الكاذب، حتى أنها أصيبت بالشلل لفترة، فما العمل: هل نكتفي بالأدعية والأذكار وتلاوة القرآن وخاصة المعوذتين، أم نذهب لفك العمل؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فابتداءً -للعلم- فإن الانفصام في الشخصية ليس هو المرض النفسي المعروف بالشيزوفرينيا "Schizophrenia"، والانفصام في الشخصية ليس معناه أن لديه شخصيتين، وإنما معناه: أنه عنده انفصام ما بين الشعور والمزاج من جهة، والتصرف من جهة، والتفكير من جهة، فهذه الأشياء الثلاثة تكون عنده غير متناسبة بعضها مع بعض، كأن يضحك في وقت الحزن، أو يقف في موقف الجري مثلاً.

أما بالنسبة لهذه المرأة فإن اعترفت بمكان العمل وأمكن الذهاب إليه واستخراجه؛ فلا مانع من ذلك، وهذا أمر لا يحرُم، ولكن لا يجوز أن نبحث عن هذا العمل عن طريق الذهاب إلى الدجالين ولا إلى سحرة آخرين، وأن نطلب منهم أن يبحثوا لنا عن مكان هذا السحر، وإنما إن اعترفت كما اعترفت أنها تقوم بهذا المنكر فيجب أن تتوب إلى الله وتُنصح، وتُسأل عن المكان الذي وضعت فيه هذا السحر، لأنه ظلم وعدوان، وإن أمكن أن يُزال -يمزق ويقطع ويُحل- فعل ذلك، ويزول بإذن الله -تعالى-، مع المحافظة على الأذكار، فحل السحر عن المسحور بالتعاويذ الشرعية والرقى والآيات والأحاديث الواردة في الرقى المشروعة أمر لا يختلف عليه أحد، سواء اعترفت بمكان السحر أو لم تعترف، أو أمكن استخراجه أم لم يمكن.

وكما ذكرنا إزالة العمل من إزالة المنكر، لكن بشرط أن نصل إليه بطريق غير منكر.