الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 22 فبراير 2010 - 8 ربيع الأول 1431هـ

هل من النصارى مَن يقول: إن المسيح هو الله، ومنهم من يقول: إنه ابن الله

السؤال:

قال الله -تعالى-: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ) (المائدة:17)، وقال -عز وجل-: (وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ) (التوبة:30)، فالآية الأولى تقول أنهم يقولون: إن المسيح هو الله، والثانية أن المسيح هو ابن الله، فهل منهم فرق تقول: هو الله، وفرق تقول: هو ابن الله، أم ماذا؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فبعض العلماء المتقدمين يقولون أن هذا اختلاف بين فرقهم، والحقيقة أنه ليس كذلك؛ بل كل الفرق تقول هو الله وهو ابن الله وهو ثالث ثلاثة، فجميع فرق النصارى التي تقر قانون الإيمان -وهو قانون الكفر بالله والإيمان بالطاغوت- تقول بالتثليث، ويؤمنون بثلاثة أقانيم: الأب والابن والروح القدس، وأن هؤلاء الثلاثة واحد.

لكن إذا جمعت ذلك مع نص قانون الإيمان وجدته لا يستقيم؛ لأن قانون الإيمان يجعل لكل واحد من الثلاثة جوهرًا مستقلاً، وأن الثلاثة موجودون في كل اللحظات، فيكون زعمهم أن الثلاثة واحد تناقضـًا لا مخرج منه، ولا يمكن أن يجدوا له حلاً؛ لأنه مستحيل.

وهم يقولون: "نؤمن بأقنوم الابن المولود من أبيه قبل كل الدهور مولود غير مخلوق"، فإذا كان الابن أزلي وغير مخلوق؛ فكيف يكون مولودًا؟! وهل يمكن أن يسمى الأزلي: ابنًا؟! وإذا كان مولودًا فلابد أن يكون له أصل، وهو الأب، فيكون هناك اثنان لا واحد كما يزعمون!

وفي هذا القانون أيضًا: "أن أقنوم الابن تجسد، ووُلد من مريم العذراء، وصُلب من أجلنا، وقام من الأموات، وصعد وجلس عن يمين أبيه"، إذن هو شيء آخر غير أبيه، جالس عن يمينه!

ثم يقول القانون الذي يدينون به: "إله حق من إله حق، شعلة نور من شعلة نور، مساوٍ لأبيه في الجوهر"، إذن جعلوا لكل واحد منهما جوهرًا، وجعلوا إلهًا من إله، فهذا كلام في منتهى الوضوح أنهم يؤمنون بإلهين، فكيف يكون الاثنان واحدًا؟ وكيف يكون الثلاثة واحدًا؟ هكذا، بالقوة والتعسف!