الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 16 يناير 2010 - 1 صفر 1431هـ

هل ورد ما يفيد أن الموتى يلتقون في عالم البرزخ

السؤال:

هل ورد ما يفيد أن الموتى يلتقون في عالم البرزخ؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

نعم، ثبتت أحاديث صحيحة في ذلك في صحيح ابن حبان وغيره أن روح المؤمن تـُجعل في النسم الطيب، وأنهم يلتقون به ويلتفون حوله، فيقولون: "ما فعل فلان؟"، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن المؤمن إذا قبض أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء، فتقول: اخرجي إلى روح الله، فتخرج كأطيب ريح مسك، حتى إنهم ليناوله بعضهم بعضًا يشمونه، حتى يأتون به باب السماء، فيقولون: ما هذه الريح الطيبة التي جاءت من الأرض؟ ولا يأتون سماء إلا قالوا مثل ذلك، حتى يأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحًا به من أهل الغائب بغائبهم، فيقولون: ما فعل فلان؟ فيقولون: دعوه حتى يستريح، فإنه كان في غم الدنيا، فيقول: قد مات، أما أتاكم؟ فيقولون: ذُهب به إلى أمه الهاوية) (رواه ابن حبان والحاكم، وصححه الألباني).

وهذا دليل على أنهم يلتقون، وأن أرواح المؤمنين تكون بعضها مع بعض، والمؤمن كامل الإيمان الذي نجا عند الله -تعالى- هو الذي تحصل لروحه هذه الأمور مع أرواح المؤمنين.

وحديث البراء بن عازب فيه أن الروح ترجع إلى البدن في القبر مرة أخرى للسؤال، والذي يظهر -والله أعلى وأعلم- أنه إذا صُعد به إلى السماء حصل له ذلك الالتقاء مع أرواح المؤمنين، وبعد ذلك وبعد السؤال في القبر تجعل روحه في النسم الطيب، فيكون هذا قبل السؤال وبعده؛ لأن حديث البراء موافق لهذا إذ فيه: (فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، فهم يكونون معه أثناء تشييع هذه الروح إلى لسماء التي تليها، حتى إذا كانوا في السماء السابعة قال الله -تعالى-: (اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ).

فهناك -إذن- التقاء أولاً بعد صعود الروح مباشرة قبل الدفن، وهناك التقاء عندما تجعل روحه في النسم الطيب.