الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
السبت 07 نوفمبر 2009 - 19 ذو القعدة 1430هـ

هل اسوداد الوجه من علامات سوء الخاتمة

السؤال:

أصيب أبي بسرطان ولازم الفراش قرابة الـ 4 أشهر، وكان عنده أمل كبير في الشفاء ونحن كذلك إلا أن الله قدر الفراق، وتوفي بعد معاناة شديدة، ولم يكن أبي يا شيخ رجل ملتزم، أو شيخ، ولكنه -ولله الحمد- كان طبيبا يتقن عمله، وكان يصلي أغلب الفروض في المسجد -وإن لم يكن كلها، هذا ما كنت أراه منه وأحسبه كذلك-، ولكنه كان قليلا ما ينام عن الفجر، وكان يعامل الناس باحترام وما أظنه ظلم أحدا -والله أعلم-، وكان دائما يقول لنا: أنام مظلوم ولا أنام ظالم، وكان بارا جدا بأهله رغم إساءتهم الواضحة له إلا قريب له أساء إليه كثيرا فلم يصالحه أبي وتوفي على ذلك، وكانت سيرته طيبة بين الناس، وما يحزنني ويخنقني يا شيخ لدرجة كبيرة -والله-، أن أبي خلال الأربع شهور بدأ وجهه يسود مع أنه كان يلازم الصلاة والله رغم ألمه فظننت أنه من عدم الغذاء، لأن أبي كان يتناول مكمل غذائي يشبه لبن الأطفال، وكان هذا غذاؤه الأساسي لأنه -غفر الله له ورحمه وعفا عنه- كان يتقيأ كثيرا وكره الأكل لذلك.

وتوفي أبي ليلة 21 رمضان وكان يوم خميس ودفن في صلاة الجمعة وصلى عليه الجنازة شيخ أحسبه على خير، ولكني رأيت وجهه بعد الوفاة وكان لا يزال أسودا لا أدري لماذا؟ طمأنني يا شيخ بالله عليك، وكان يوم الوفاة صباحا في العناية لا يريد غطاء عليه وحتى الرداء الأخضر كان يحاول أن ينزعه، تقريبا كان يشعر بالحر -لا أدري- وكنا نقول له: قل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين في سرك -لأنه لم يكن يستطيع الكلام-، وقل ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، وكان يومئ برأسه -حاضر-، وأخي يقول: إن وجهه كان مبتسما وإن جسده لم يكن أسود ووجهه فقط كان بهذا اللون لاختناقه؛ لأن الرئة توقفت عن العمل بعد الفشل الكلوي الذي مر به -لا أدري- ولكن صورة وجهه لا تفارقني وصدري يضيق علي جدا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذا السواد له أسباب طبية عديدة من: الفشل الكلوي، والفشل الكبدي، والفشل التنفسي، وهبوط عضلة القلب، وليس علامة على سوء الخاتمة؛ فهذا ليس عليه دليل شرعًا: من كتاب أو سنة، وإنما هي حكايات يتناقلها الوعاظ بلا بينة، فلا تقلقي من هذا الأمر، واذكري الدعاء والاستغفار له، والموت ليلة الجمعة من علامات حسن الخاتمة، والصلاة يوم الجمعة يشهدها جمع غفير من المسلمين؛ فهذا أمر من المبشرات، وكذا إيماؤه برأسه بالموافقة على كلمات الذكر والتوحيد.