الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الإثنين 27 يوليه 2009 - 5 شعبان 1430هـ

حكم الوصية بالإسراع بالجنازة وتعجيل الدفن

السؤال:
فضيلة الشيخ -أعزك الله دائمًا- أنا كتبت في وصيتي عند موتي أن يعجلوا في دفني، ولا ينتظروا حضور أحد، وذلك حتى لا يضعوني في ثلاجة، فهل يوجد من السُّنة ما يوافق كلامي أم لا؟ لأني حزين للأموات الذين يوضعون في الثلاجة؛ لأني سمعت أن الميت يتأذى مما يتأذى منه الحي، ولم أحصل على حديث يقول ذلك، فنحن نأسف لإزعاج فضيلتكم، ولكن الأمر يؤرقني جدًّا، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالأمر بتعجيل الجنازة ثابت في السُّنة؛ قال الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه: "باب السرعة بالجنازة"، وذكر حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ فَإِنْ تَكُنْ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا إِلَيْهِ وَإِنْ تَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ) (متفق عليه)، وهذا يشمل الإسراع بالتجهيز، والإسراع في المشي بما لا يشق على الناس.

وأما الوضع في الثلاجة؛ فلا بأس به عند الحاجة إذا خشي تغير الميت، وإنما ورد الحديث في النهي عن كسر عظم الميت، وأن كسره ميتـًا ككسره حيًّا، فعن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كَسْرُ عَظْمِ الْمَيِّتِ كَكَسْرِهِ حَيًّا) (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني).