الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 05 أكتوبر 2008 - 5 شوال 1429هـ

كيف أسترد مالي مِن المماطل؟

السؤال:
أعمل بمجال التجارة كوسيط تجاري بين البائع والمشتري في الصين، وبمعنى أدق يأتي إليَّ التاجر فأقوم باستقباله ثم بعد ذلك أرسل إليه من يقوم له بأعمال الترجمة وشراء البضائع، ومِن ثَمَّ تجميعها وإرسالها عن طريق البحر داخل كونتينر إلى مواني مصر على الخصوص؛ نظرًا لأن معظم الزبائن من أهل هذه البلاد وذلك مقابل عمولة متفق عليها بيني وبين الزبون، وهي بالتراضي -والحمد لله رب العالمين-، وسؤالي: أنه أتى لي تاجر للعمل معي، وتبقى مبلغ من المال قريب من 25 ألف دولار وطلب مني التاجر الصبر عليه حتى وصول البضاعة إلى الميناء على أن يعطينا النقود كاملة عند استلام الأوراق، وذلك لإخراج الحاوية، ولكن تعلل التاجر وذكر لنا بعضًا من ظروفه التي اكتشفنا فيما بعد أنها سراب وخداع، والخلاصة أنه أخذ الأوراق واستلم الحاوية وتهرب من السداد مع العلم أنني أخذت عليه ضمانات مادية، واتصلت عليه مرارًا وتكرارًا، ولكنه تهرب مني وقمت بزيارته في بلدته أكثر من مرة، ولكنه تعلل أن السوق خذله وأنه لا يستطيع التحصيل مع علمي المسبق أنه باع معظم البضاعة بطريق الكاش أو على الأقل ما يكفي لسد دينه، وبعد كل هذه المماطلة تفاجأت منذ أيام أنه سافر لعمل بضاعة مع مكتب آخر بنقودي طبعًا، وعندما اتصلت ببعض أقاربه قال لي: الحاج يقول لك المحاكم سككها طويلة أعطيك عشرة آلاف من إجمالي المبلغ واحمد ربنا، فضحكتُ وسكت،  فهل بعد مدة المحاكم آخذ فلوسي فقط وهي مبلغ 25 ألف دولار مع العلم أنه يعمل الآن بفلوسي، ولا أدري ماذا أفعل؟ مع العلم أنه لو أعطاني نقودي اليوم تتحقق عليَّ خسارة قريبة من ألفي دولار نتيجة تغير سعر الصرف؛ فضلاً عما لو أعطاها لي بعد سنة مثلاً، والآن قد مرت خمسة أشهر على هذا الحال، وهو يتاجر بأموالي ولا أملك منه شيئًا، فهل آخذ منه عند مطالبتي له بالفلوس بربح مما جرى به العرف أم يتبقى لي رأس مالي؟ وما هي الوسيلة المناسبة لتأديب مثل هؤلاء؟

الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ) (متفق عليه)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وَعِرْضَهُ) (رواه البخاري)، فهو يستحق التعزير ولو بالحبس والسجن، ولكن ليس لك غير ما بقي لك؛ لأنك رضيت ذمته، وحقك تأخذه منه يوم القيامة، ولو ظفرت بشيء من مالك رغمًا عنه أو بضاعة بقيمة مالك فخذها.